في 14 أغسطس 2013، استشهد العميد عامر عبد المقصود، نائب مأمور مركز كرداسة، إثر هجوم إرهابي بربري شنته جماعة إرهابية على قسم الشرطة.
كانت تلك الحادثة من أبشع الجرائم التي وقعت أثناء ثورة 25 يناير، حيث تم اقتحام قسم شرطة كرداسة، وقتل الضباط والجنود داخل القسم بطريقة وحشية، مما جعلها واحدة من أكثر الحوادث دموية في تلك الفترة.
السيرة الرياضية والمهنية للشهيد قبل أن يصبح ضابط شرطة مخلص لوطنه، كان عامر عبد المقصود لاعب كرة قدم محترفًا في نادي الترسانة، حيث فاز مع فريقه بكأس مصر عام 1983، وشارك في كأس أفريقيا للأندية عام 1987، كما وصل مع ناديه إلى الدور ربع النهائي ضد الترجي الرياضي التونسي.
وبعد مسيرته الرياضية، قرر عامر اعتزال كرة القدم عام 1993 والتركيز على خدمة وطنه من خلال الانضمام إلى جهاز الشرطة. البطولة في مواجهة الإرهاب مع تصاعد الأحداث في عام 2013، وتصدي قوات الأمن لمحاولات جماعة الإخوان الإرهابية تنفيذ عمليات إرهابية في مناطق متفرقة، كان الشهيد العقيد عامر عبد المقصود أحد الأبطال الذين تصدوا لهذه الجرائم بشجاعة وإصرار.
ظل نائب مأمور مركز كرداسة صامدًا أمام هجوم الإرهابيين بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة، رغم الظروف الصعبة التي شهدتها البلاد.
اللحظات الأخيرة في حياة الشهيد
تروي نجلاء سامي، زوجة الشهيد، تفاصيل مؤلمة عن آخر لحظات حياتهما معًا، وذلك في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال" حيث قالت: "تزوجت عامر عن قصة حب كبيرة، استمرت 21 عامًا، وفي يوم استشهاده، 14 أغسطس 2013، كان ذلك اليوم هو عيد زواجنا، وقبل استشهاده بيوم، اتصل بي ليعتذر عن عدم الحضور في إجازته، وأكد لي أنه سيعد لي مفاجأة، وكانت المفاجأة الكبرى هي استشهاده".
وأضافت نجلاء في رسالتها المؤثرة: "طلبت منه أن يترك القسم ويرجع ليكون معنا، لكنه قال لي: أموت رجلاً فداءً للوطن، أفضل من أن أعيش جبانًا".
وتابعت، "استشهد عامر وهو صائم، وعندما طلب كوبًا من الماء، أعطوه ماء نار، ليبقى شهيدًا في قلبنا إلى الأبد".