بعد نحو 470 يوما من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بدأ أهالي القطاع يستعيدون الهدوء، برغم الخسائر الجمة وفقد ذويهم جراء العدوان الذي استمر منذ 7 أكتوبر 2023، حتى انتهت الحرب بدخول اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع حيز التنفيذ أمس الأحد.
ولليوم الثاني على التوالي، يواصل النازحون في مناطق النزوح المختلفة على طول محافظات قطاع غزة، حزم أمتعتهم ومغادرة مخيمات النزوح والعودة إلى مناطقهم وبقايا منازلهم، فيما يستمر دخول شاحنات المساعدات إلى القطاع وخاصة في الشمال بموجب الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بجهود مصرية قطرية أمريكية.
اليوم الثاني لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة
وفي اليوم الثاني لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "اوتشا"، إن 92% من المنازل في قطاع غزة، أي نحو 436 ألف منزل، دُمرت او تضررت جراء العدوان الإسرائيلي، فيما نزح 90% من المواطنين عن بيوتهم.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين الدكتور ريك بيبركورن: "إن إعلان وقف إطلاق النار يبعث الأمل، ولكن التحدي الذي ينتظرنا مذهل"، موضحا أنه ستكون معالجة الاحتياجات الهائلة واستعادة النظام الصحي مهمة معقدة وصعبة، بالنظر إلى حجم وتعقيد العمليات والقيود المترتبة عليها.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عن استشهاد نحو 46913 مواطنا على الأقل، بينهم 17581 من الأطفال، وحوالي 12048 من النساء، وإصابة أكثر من 110750 آخرين، في حين لا يزال نحو 11 ألف مفقود تحت الركام وفي الطرقات.
وذكرت مصادر طبية فلسطينية، إن طواقم الإنقاذ ومواطنين، تمكنوا من انتشال 39 جثمانا لمواطنين، استُشهدوا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفقا لما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية، موضحة نقلا عن مصدر في المستشفى الأوروبي في خان يونس، أنه استقبل هياكل وعظاما مجهولة الهوية لـ39 شهيدًا انتُشلوا من رفح بعد سريان وقف إطلاق النار.
فيما ذكرت شبكة المنظمات الأهلية في غزة، في بيان لها، أن تقديرات إعمار قطاع غزة تحتاج من 60 إلى 80 مليار دولار ووقت زمني من 6 إلى 8 أعوام، وهذا منوط بتوفر الدعم المالي وإدخال البضائع دون تعقيدات أو عرقلة.
وأضافت أن القطاع يحتاج إلى مراحل عدة منها الإغاثة الفورية (توفير المأوى والغذاء والدواء)، والتعافي المبكر لإعادة تأهيل البنية التحتية نسبياً، والمرحلة الأخيرة إعادة الإعمار التي هي بحاجة إلى مخططات هندسية جديدة، وأن الإغاثة والتعافي المبكر يتطلبان تدخلا فوريا، وهما بحاجة وفق التقديرات إلى عامين على الأقل.
وأدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيى، اعتداءات مجموعات المستعمرين المسلحة وعناصرها الإرهابية ضد المواطنين ومركباتهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، خاصة قطع الطرق الرئيسة وشل حركة المواطنين وحرية تنقلهم من بلداتهم وأعمالهم وإليها، بحماية قوات الاحتلال.
قالت بلدية غزة، إن أولوياتنا في المرحلة الأولى من الاتفاق إعادة الحياة إلى المدينة وتأمين الخدمات وإعادة فتح الشوارع.
دخول شاحنات المساعدات
ولليوم الثاني يستمر دخول شاحنات المساعدات لقطاع غزة، حيث ينص الاتفاق ضمن مرحلته الأولى على دخول 600 شاحنة من المساعدات الإنسانية للقطاع بشكل يومي، ومن المقرر فتح معبر رفح بعد 7 أيام من تطبيق الاتفاق.
وحتى الآن دخلت أكثر من 280 شاحنة مساعدات إنسانية و13 شاحنة وقود إلى معبري العوجة وكرم أبو سالم منذ بداية اليوم وحتى الآن، حسبما أفادت إكسترا نيوز.
الدفعة الثانية للإفراج عن الأسرى
وشهد اليوم الأول لتطبيق اتفاق الهدنة، أمس الأحد، إطلاق سراح الدفعة الأولى من صفقة تبادل الأسرى والمحتجزين ، حيث سلمت حركة حماس 3 أسيرات إسرائيليات إلى فرق الصليب الأحمر، في ساحة السرايا، وتم نقلهن إلى تل أبيب، فيما أفرج الاحتلال عن 90 أسيرا فلسطينيا، ضمن الدفعة الأولى لعملية التبادل ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلنت حركة حماس أن الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى سيكون يوم السبت المقبل.
وتستمر المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما، يتم خلالها الإفراج عن 33 محتجزا إسرائيليا لدى حماس، مقابل 1900 أسير فلسطيني من سجون الاحتلال.
ومن المقرر في اليوم السابع من الاتفاق، أن تنسحب قوات الاحتلال من شارع الرشيد شرقا حتى شارع صلاح الدين، وتبدأ عمليات تفكيك كل المواقع في هذه المنطقة، لتبدأ عودة النازحين إلى مناطق سكنهم، مع ضمان حرية تنقل السكان في جميع القطاع، كذلك سيسمح للمركبات بالعودة شمال محور نتساريم بعد فحصها من شركة خاصة يحددها الوسطاء مع الجانب الإسرائيلي، بناء على آلية متفق عليها.