الثلاثاء 21 يناير 2025

أخبار

وزير الصناعة والنقل يفتتح مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية في مصر

  • 20-1-2025 | 14:47

جانب من الافتتاح

طباعة
  • دار الهلال

افتتح المهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، وأرسينيو أنطونيو دومينجيز الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، اليوم الاثنين، مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بمقر الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية بالإسكندرية.

حضر فعاليات الافتتاح عدد من السفراء وممثلي الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية، والفريق أحمد خالد محافظ الإسكندرية، والفريق أشرف عطوة قائد القوات البحرية، واللواء بحري أ.ح نهاد شاهين نائب وزير النقل لشئون القطاع البحري، واللواء بحري أ.ح حسين الجزيري رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، واللواء طارق عبد الله رئيس قطاع النقل البحري، واللواء أحمد حواش رئيس هيئة ميناء الإسكندرية.

بدأت مراسم الاحتفال باستعراض رئيس الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية لأهم المشروعات التي تنفذها الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية في مجال تطوير الملاحة البحرية والبنية التحتية لها، بما يتماشى مع خطط التنمية المستدامة العالمية، وتنفيذًا للاتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية، كما تم عرض فيلم تسجيلي عن دور وأهمية مصر في مجال النقل البحري وحركة التجارة العالمية والجهود الكبيرة التي بذلتها وزارة النقل مُمثلة في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحري على مدار السنوات الماضية، لاستضافة مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية في مصر وأهمية هذا المكتب.

وعقب ذلك، ألقى المهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، كلمة، أكد فيها أن افتتاح مكتب التمثيل الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للدول العربية الشقيقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في مصر، بمقر الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية، يعد حدثا هاما، وإنجازا يعكس ثقة المنظمة البحرية الدولية ويعزز مكانة مصر المحورية في مجال النقل البحري إقليميًا ودوليًا، كما يؤكد على دورها الرائد كجسر للتعاون بين دول المنطقة، بما يسهم في تطوير القطاع البحري وتعزيز التكامل بين الدول العربية.

وأضاف الوزير أن اختيار مصر لاستضافة هذا المكتب الإقليمي جاء نتيجة لجهود كبيرة بذلتها وزارة النقل مُمثلة في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية وقطاع النقل البحري على مدار السنوات الماضية، حيث بدأت الفكرة عام 2019 عندما تقدمت مصر بطلب لاستضافة مكتب تمثيل إقليمي للمنظمة البحرية الدولية في مصر يخدم الدول العربية الشقيقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتابع أنه منذ ذلك الحين لم تتوقف الجهود والتنسيقات بين وزارة النقل ووزارة الخارجية والجهات المعنية، حيث قدمت مصر رؤية واضحة حول أهمية المكتب في دعم الدول العربية وتعزيز التعاون الإقليمي في القطاع البحري، وهو ما لاقى دعما من الأشقاء في الدول العربية وترحيبًا كبيرًا من جميع الأطراف، وصولا لتوقيع مذكرة التفاهم في هذا الشأن في يوليو 2023.

وأكد نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن أهمية مصر كدولة بحرية تنبع من عوامل عديدة تجعلها نقطة ارتكاز رئيسية في المنطقة، حيث تعد واحدة من أقدم الدول التي مارست النشاط البحري منذ العصور القديمة، ولها تاريخ طويل في بناء السفن والملاحة البحرية، مما يعزز من ثقافتها البحرية ويضعها في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال، مضيفا أن الله قد حبا مصر بموقع جغرافي استراتيجي فريد جعلها في قلب العالم، حيث تربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وتتحكم في واحد من أهم الممرات البحرية العالمية وهو قناة السويس، والتي تعد شريانًا رئيسيًا للتجارة البحرية الدولية.

ولفت إلى أن مصر تبنت في السنوات الأخيرة استراتيجية طموحة لتطوير وتحديث موانيها وإنشاء موانئ جديدة بلغ عددها حاليا 18 ميناء، وأصبحت تلعب دورًا محوريًا في دعم حركة التجارة الإقليمية والدولية، حيث تم ضخ استثمارات ضخمة لتطويرها وزيادة قدرتها على استقبال السفن العملاقة وتقديم الخدمات البحرية المتقدمة، مؤكدا التزام مصر بجميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالنقل البحري وسلامة الملاحة والبيئة البحرية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية، مما يجعلها شريكًا موثوقًا به في صناعة النقل البحرى العالمي.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل أن هذه العوامل مُجتمعة تجعل من مصر ليس فقط مركزًا بحريًا عالميًا هامًا، بل شريكًا قويًا في تحقيق رؤية المنظمة البحرية الدولية لتطوير القطاع البحري وتعزيز استدامته، مشيرا إلى أن افتتاح هذا المكتب الإقليمي يؤكد على الثقة التي تحظى بها مصر ودورها الريادي في دعم النقل البحري على المستويين الإقليمي والدولي.

وأضاف :" نقف هنا الآن بتشريف السيد الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية بمقر المكتب الذي أصبح حقيقة، ولم نكن لنصل إلى هذه المرحلة بدون دعم أشقائنا من الدول العربية ونعدهم بأننا لن نألو جهداً في سبيل إنجاح هذا المكتب ليتمكن من تحقيق الهدف المرجو منه، ليكون منصة فعالة لتقديم الدعم الفني والتقني وتعزيز التعاون الإقليمي، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه القطاع البحري في منطقتنا"، معربا عن شكره وتقديره للمنظمة البحرية الدولية وأمينها العام على الثقة الغالية، ولكل من أسهم في تحقيق هذا الإنجاز المهم، مؤكدًا التزام مصر الكامل بتوفير كل الدعم اللازم لضمان نجاح هذا المكتب في أداء مهامه وتحقيق أهدافه.

من جانبه، قال الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية - في كلمته خلال فعاليات الافتتاح - إنه "لمن دواعي الشرف أن أقف أمامكم اليوم في مدينة الإسكندرية التاريخية، منارة للتراث البحري والثقافي، حيث نحتفل بعلامة فارقة أخرى في رحلة التعاون البحري الدولي، حيث الإطلاق الرسمي لمكتب التواجد الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)"، متقدما بالتهنئة لجمهورية مصر العربية على اختيارها مضيفة لهذا المكتب الإقليمي.

وأضاف أن هذا الاختيار يعكس الأهمية الاستراتيجية لمصر في المجال البحري، والتزامها الثابت بالنهوض بالشحن العالمي، ومكانتها الفريدة؛ حيث يوجد بها قناة السويس، وهي واحدة من أهم شرايين التجارة البحرية في العالم، مبينا أن الدور المحوري لمصر في ربط القارات والاقتصاديات لا مثيل له، وبلا شك سيستفيد هذا المكتب من الخبرة والقيادة البحرية الغنية التي توفرها هذه الأمة العظيمة.

وأعرب عن عميق تقدير المنظمة البحرية الدولية لحكومة جمهورية مصر العربية على دعمها الاستثنائي في جعل هذه الرؤية حقيقة واقعية، موضحا أن توفير البنية التحتية المضيفة، والموارد، والبيئة الترحيبية لهذا المكتب؛ يؤكد تفاني مصر في تعزيز القطاع البحري، ليس فقط على الصعيد الوطني، ولكن في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها.

وأشار إلى أنه من خلال هذا المكتب، نهدف إلى تقريب المنظمة البحرية الدولية من المنطقة، وضمان معرفة الاحتياجات والتحديات والتطلعات الفريدة لبلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفهمها ومعالجتها بفعالية"، مضيفا أنه يمثل جسرا بين الحوكمة البحرية العالمية والحقائق الإقليمية، ويعزز التعاون ويقدم الدعم المستهدف لتعزيز القدرات البحرية والامتثال لصكوك المنظمة البحرية الدولية.

ونوه بأن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتمتع بأهمية استراتيجية هائلة للتجارة العالمية.. مياه البحر الأحمر والخليج العربي والبحر المتوسط هي شريان الحياة للتجارة والطاقة والاتصال.. ومع ذلك، تواجه هذه المنطقة أيضا مجموعة من التحديات في الممرات المائية الحرجة، وآثار تغير المناخ، ومن ثم فإنه من الضروري الانتقال لممارسات شحن أكثر اخضرارا.

ولفت إلى أن هذه التحديات تتطلب العمل الجماعي والتفاهم المتبادل والحلول المشتركة"، منوها بأن "مصر لطالما كانت هي حجر الزاوية في الاستقرار الإقليمي وبطلا للتعاون البحري، وأن جهود مصر في تعزيز الحوار والتوسط في النزاعات والنهوض بالتنمية المستدامة هي مثال للعالم.

وقال إن هذا المكتب سيلعب دورا حاسما في تخطيط وبرمجة وتنفيذ أنشطة التعاون التقني التي تضطلع بها المنظمة البحرية الدولية في جميع أنحاء المنطقة؛ من تعزيز السلامة والأمن البحريين إلى مكافحة التلوث، وتعزيز إزالة الكربون، وتمكين المرأة في النقل البحري"، مضيفا أن هذا المكتب سيسهم بشكل مباشر في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ومهمة المنظمة البحرية الدولية المتمثلة في الشحن الآمن والآمن والمستدام للجميع.

تضمنت فعاليات الافتتاح جولة ميدانية لنائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، في المقر الجديد للمكتب الإقليمي، حيث تم الاطلاع على الإمكانيات والتجهيزات الحديثة التي تضمن تفعيل دور المكتب في تقديم الدعم الفني والتدريب للدول الأعضاء في المنطقة، وتعزيز التواصل مع المكاتب الإقليمية الأخرى للمنظمة البحرية الدولية حول العالم.

يذكر أن مصر اتخذت عددا من الإجراءات لإنجاح المكتب الإقليمي للمنظمة البحرية الدولية، الذي يقع مقره في الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية بالإسكندرية؛ حيث بدأت تلك الإجراءات بتوقيع مذكرة تفاهم مع المنظمة البحرية الدولية في 20 يوليو 2023، لاستضافة هذا المكتب الذي يهدف إلى التنسيق مع المنظمة البحرية الدولية لإقامة أنشطة التعاون التقني للدول العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يُسهم في رفع قدرات الموارد البشرية البحرية في الإقليم وبناء كوادر قادرة على تطبيق صكوك المنظمة.

كما قامت الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية بتجهيز مقر المكتب الإقليمي بالإسكندرية، مع توفير البنية التحتية والتجهيزات التقنية اللازمة لضمان سير العمل بكفاءة، وعملت مصر على تسهيل الإجراءات والتعاون مع الجهات المعنية، لضمان نجاح عمل المكتب الإقليمي وتقديم الدعم المطلوب.

الاكثر قراءة