طوفان أحدثه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فور دخوله إلى البيت الأبيض، تحت شعار "أمريكا أولًا"، حيث أصدر مجموعة من القرارت التي يمتد أثرها على الصعيدين الداخلي والخارجي بشكل يتعارض بالكل مع نهج سلفه جو بايدن، معلنًا بذلك بداية عصر جديد من الواضح أن لا مقدس فيه.
قرارات دولية
على الصعيد الدولي، وقع الرئيس الأمريكي على أمر تنفيذي بإعلان انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية، على أساس أنها أساءت التعامل مع جائحة "كوفيد-19"وغيرها من الأزمات الصحية الدولية، كما وقع على أمر تنفيذي بانسحاب البلاد من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية.
وقال الرئيس الأمريكي، إن منظمة الصحة لم تتصرف بمعزل عن "التأثير السياسي غير المناسب للدول الأعضاء فيها"، وطالبت بـ"مدفوعات باهظة على نحو غير عادل" من الولايات المتحدة لا تتناسب مع المبالغ التي قدمتها دول أخرى أكبر مثل الصين.
وكذلك ألغى "ترامب" قرارًا برفع "كوبا" من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعدما رفعها "بايدن" قبل أيام من القائمة في إطار تشجيع مبادرة للكنيسة "الكاثوليكية" للإفراج عن "عدد كبير من السجناء السياسيين" الكوبيين.
ويضاف إلى ذلك، التوقيع على أمرًا تنفيذيًا يقضي ببدء إجراءات إعادة تسمية "خليج المكسيك" ليصبح "الخليج الأمريكي"، وبناء على ذلك، يتعين على وزير الداخلية في البلاد اتخاذ جميع "الإجراءات اللازمة" خلال 30 يومًا لإعادة التسمية.
وفي قرار آخر، أوقف "ترامب" المساعدات الإنمائية الخارجية لمدة ثلاثة أشهر، حتى يتأكد من أنها تتماشى مع سياسته الخارجية "أمريكا أولًا".
كما ألغى "ترامب" عقوبات فرضها سلفه جو بايدن على مستوطنين إسرائليين ارتكبوا أعمال عنف ضد فلسطينيين بالضفة الغربية، وفي المقابل، رحب اليمين الإسرائيلي بهذا القرار، مؤكدًا أن العقوبات كانت تشكل تدخل في شؤون إسرائيل.
قرارات داخلية
وفي داخل البلاد، ذكر ترامب أنه سيعلن حالة طوارئ وطنية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، وسيرسل قوات إلى هناك لمنع ما سماه الغزو الكارثي (في إشارة إلى الهجرة)، كما سيتعامل مع المتسللين على أنهم "إرهابيون"، مؤكدًا أنه سيوقف أي دخول غير قانوني للولايات المتحدة، وسيعيد ملايين الأشخاص الذين دخلوا الولايات المتحدة بطريقة غير قانونية إلى بلادهم.
وفي إطار ذلك، وقع ترامب على أمر تنفيذي أنهى من خلاله حق الحصول على الجنسية الأميركية بالولادة من مهاجرين غير قانونيين، وهو ما يتعارض مع دستور البلاد، لذا من المتوقع أن يواجه القرار معارضة قانونية.
وكما وعد، وقع "ترامب"، أمرًا تنفيذيا بالعفو عن نحو 1600 شخص شاركوا في اقتحام مبنى الكونغرس أوائل عام 2021، إثر خسارته المعركة الانتخابية ضد منافسه جو بايدن نهاية عام 2020.
وإلى جانب ذلك، وقع قرارات تنفيذية تهدف إلى زيادة أعمال التنقيب عن النفط والغاز في عدة مناطق، بما في ذلك محمية الحياة البرية الوطنية في ألاسكا، التي تعد موطنًا للعديد من الحيوانات البرية مثل الدببة البنية والبيضاء والذئاب وأكثر من 200 نوع من الطيور، كما ألغى القرار القيود المفروضة على الحفر في احتياطي النفط الوطني بألاسكا، الذي تم تخصيصه سابقًا مصدرًا طارئًا للنفط لمصلحة البحرية الأمريكية.
كما طالب "ترامب" من وزارة العدل عدم تطبيق حظر برنامج "تيك توك" لمدة 75 يومًا، مشيرًا إلى أن هذا الإجراء سيمنع الإغلاق المفاجئ لمنصة تواصل يستخدمها ملايين الأمريكيين، ويتيح فرصة لتحديد مسار مناسب يحمي الأمن القومي.
كما قرر تجميد جميع التعيينات الفيدرالية باستثناء الجيش وبعض الفئات الاستثنائية الأخرى، حتى تحقيق السيطرة الحكومية الكاملة وفهم الأهداف المستقبلية، وإلزام موظفي الحكومة الفيدرالية بالعودة للعمل بدوام كامل فورًا.
استعادة بنما
وذكر ترامب، أن "الولايات المتحدة الأمريكية ستستعيد السيطرة على قناة بنما"، عازيًا ذلك إلى أن "الصين تدير قناة بنما، ولم نمنحها للصين، لذلك سنستعيدها".
ومن جانبه، رفض رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو تصريحات "ترامب" باستعادة السيطرة على قناة بنما، مؤكدًا أن القناة لبنما وستبقى كذلك.
اتفاق غزة
وعن اتفاق غزة الذي بدأ سريانه الأحد، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه غير متأكد من استمرار الاتفاق، مضيفًا "هذه ليست حربنا، هذه حربهم، أعتقد أن حماس أصبحت ضعيفة جدًا".
وفي مقابل ذلك، القناة الـ12 الإسرائيلية عن ستيف ويتكوف مبعوث ترامب للشرق الأوسط، إنه يعتزم زيارة قطاع غزة للتأكد من أن ما تعتزم إدارة الرئيس القيام به بشأن اتفاق وقف إطلاق النار سيتم تنفيذه بشكل صحيح.
وأدى دونالد ترامب، أمس الاثنين، اليمين الدستورية ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية بعدما كان الرئيس الـ45، خلفًا للرئيس المنتهية ولايته جو بايدن.