اللوم كل اللوم على أولياء الأمور، وليس وزارة التربية والتعليم و القيادات التعليمية، فقد آن الأوان لننظر بصدق لدورنا الأهم في تربية أبنائنا بدلاً من توجيه اللوم الدائم والمستمر للمعلمين وتحميلهم مسؤولية كل خطأ يقع في المدارس.
لماذا أصبح بعض أولياء الأمور يهربون من مسؤولياتهم التربوية بحجة الانشغال أو تحت ستار "إحنا وفرنا كل حاجة"؟ المال وحده لا يربي أجيال صحية صالحة للمجتمع.
تربية الأبناء سور ضخم يسبق أسوار المدارس، توفير الهواتف والألعاب والمال والرعاية المادية لا يغني مطلقاً عن غرس الأخلاق والقيم بداخلهم.
الكارثة الدولية الأخيرة إنذار خطر في وجهه كل أولياء الأمور أغنياء المال فقراء القيم، والأزمة بدأت منذ وقت طويل عندما تعرض المعلم للإهانة بتصوير التلميذ فيديوهات له أثناء الحصة المدرسية ونشرها على الإنترنت للسخرية منه؟ أين حق المعلم؟! و كيف تشاجر بعض الطلبة باستخدام أسلحة بيضاء داخل أسوار المدرسة؟ هل أصبحت بعض المدارس بالفعل مأوى للبلطجة، للأسف أبناء تربوا على الرفاهية دون أي مبادئ.
جني المال ليس عذراً لغياب دوركم كأولياء أمور، الأبناء بحاجة لمتابعة حقيقية ولمن يعلمهم احترام الآخرين التواضع الالتزام والتمييز بين الحقوق والواجبات.
وزارة التربية والتعليم سميت بهذا الاسم لأن التربية تأتي قبل التعليم، وإذا كان بعض أولياء الأمور يعتقدون أن دورهم يقتصر على الدفع والتوفير فقط فهم مخطئون تماما وسيدفعون الثمن.
التربية هي حجر الأساس مسؤولية تبدأ من المنزل قبل أن تصل للمدرسة، دعونا نراجع أدوارنا ونتحمل المسؤولية بصدق، فلا يمكن أن نستمر في إلقاء اللوم على المدرسين وحدهم، بينما نغض الطرف عن أخلاقيات أبنائنا وسلوكياتهم.
إذا لم نتحرك الآن لإصلاح هذا الخلل التربوي فقد تتحول مدارسنا إلى معاقل من الفوضى بدلا من أن تكون منارات للعلم والأخلاق.