يزخر تاريخنا الثقافي والفني بنجوم مضيئة، عاشت تتلألأ في حياتنا، من مؤلفين وممثلين ومخرجين، ونجومًا خلف الستار، أضافوا الكثير بالتزامهم وإخلاصهم و مواهبهم وإبداعهم في مسيرة المسرح المصري والعربي، و أسعدوا الجمهور بكل ما قدموا، تركوا إرثًا فنيًا في الحركة الفنية المصرية وحفروا أسماءهم في عالم الإبداع بما قدموه بعروض مسرحنا المصري.
ومع بوابة «دار الهلال» نواصل تسليط الضوء يوميًا على رحلة أحد صناع رحلة المسرح المصري على الخشبة، ومن عالم الكواليس، وخلف الستار، ومن المؤلفين والمخرجين،والمشاركين في خلق العرض، و لنسافر معه من خلال سطورنا تحت عنوان «نجوم المسرح المصري».
ونلتقي اليوم مع فايز حلاوة..«مؤسس مسرح الكباريه السياسي».
كان فايز حلاوة فنانًا متعدد المواهب، فكان كاتبا ومخرجًا وممثلًا شارك في العديد من المسرحيات منها «بلاغ كاذب» عام 1962، والتي شارك بتأليفها وإخراجها وكذلك التمثيل بها، لتتوالى بعدها أعماله خاصة في المسرح والتي من أبرزها«الثعلب فات، قهوة التوتة، نيام نيام»، كذلك له عدة تجارب بالعمل في السينما والتلفزيون منها «حمام الملاطيلي، شقلباظ».
الحياة المبكرة
ولد الفنان فايز حلاوة بمحافظة المنوفية في 24 يناير عام 1932 في قويسنا بمحافظة المنوفية، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1954، ثم إلتحق بمعهد الفنون المسرحية والذي تخرج فيه عام 1958 ،
الحياة المهنية
اتجه فايز حلاوة إلى العمل بالمسرح في أوائل الستينيات، بالقرن الماضي، حيث شارك في العديد من المسرحيات .. منها «بلاغ كاذب» عام 1962، والتي شارك بتأليفها وإخراجها وكذلك التمثيل بها، لتتوالى بعدها أعماله خاصة في المسرح والتي من أبرزها «الثعلب فات، قهوة التوتة، نيام نيام»، كذلك له عدة تجارب بالعمل في السينما والتلفزيون منها «حمام الملاطيلي، شقلباظ».
فرقة تحية كاريوكا المسرحية
وكان فايز حلاوة فنانا شاملًا حيث شارك بالتأليف والإخراج والإنتاج في الاذاعة والتلفزيون والمسرح، وعرف في الوسط الفني بأسلوبه اللاذع وانتقاداته الحادة، وكان له باع طويل في مجال المسرح السياسي، خاصة في عهد الرئيس الراحل انور السادات، عندما أنشأ فرقة مسرحية تحمل اسم زوجته الفنانة «تحية كاريوكا»، وكان هو كاتب ومخرج وبطل أغلب المسرحيات التي قدمتها الفرقة.
وقدم «حلاوة» مسرحيات عديدة، انتقدت الوجود السوفيتي في مصر، تبعا للخط السياسي الرسمي حينذاك، مثل «البغل في الإبريق»، وكان من المقربين إلى الرئيس الراحل السادات، وكان يلتقي به أحيانا في قريته ميت أبوالكوم. ويذكر ان اغلب اعماله الفنية وكتاباته كانت تنتقد فترة عبد الناصر، وعرف عنه أنه من مؤسسي اتجاه مسرح الكباريه السياسي.
قدم فايز حلاوة للإذاعة المصرية مع تحية كاريوكا برنامجا شهيرا عنوانه «حكاية كل يوم» عرف بأسلوبه الساخر في الانتقاد للحياة في مصر، وتدخلت الرقابة في مطلع الثمانينات بالقرن الماضي، وأوقفت عرض حلقاته.
كان فايز حلاوة يكتب مقالة في الأهرام بعنوان «حلويات»، و قدم من خلالها فرقة تحية كاريوكا والتي كان مسؤولًا عنها ومنها قدم عددًا من الوجوه الجديدة في تلك السنوات والذين أصبحوا نجومًا بعد ذلك مثل نبيلة عبيد ووحيد سيف وسيف الله مختار.
وقيل أن الفنان فايز حلاوة بدأ في كتابة مسرحية سياسية تتناول الواقع العربي الراهن، قبل رحيله، ولكن لم يمهله القدر لتقديمها.
مشاركاته وأعماله الفنية
له العديد من الأعمال الفنية المختلفة التي يعتبر من أشهرها كما يلي.. مسرحية عرفت باسم «الأوبك» في سنة 1987، ومسرحية «شقلباظ» سنة 1982 ، مسرحية «الباب العالي» سنة 1977، مسرحية «الكذاب» في سنة 1975
وفي السينما.. وفيلم «الكرنك» في سنة 1975فيلم «الأحضان الدافئة» سنة 1974 ، فيلم «حمام الملاطيلي» سنة 1973 .
رحل فايز حلاوة عن عالمنا في 01 أغسطس 2002 وافته المنية بمستشفى معهد ناصر، القاهرة ، بمصر، إثر تعرضه جلطة في المخ.