أكد خبراء أهمية الاعتماد على ثوابت الشخصية المصرية الراسخة في تنمية الوعي ونشر ثقافة مكافحة الفساد، مشيرين إلى ضرورة التكيف مع التغيرات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع المصري.
جاء ذلك خلال ندوة "ثوابت الشخصية المصرية" بالتعاون مع الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، ضمن محور قضايا استراتيجية في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، لتسليط الضوء على أبعاد الشخصية المصرية عبر التاريخ، وفي ظل التحديات المعاصرة.
وقدم الدكتور وسيم السيسي، الباحث في علم المصريات، عرضا شيقا حول الجذور التاريخية للشخصية المصرية، مؤكدا الوحدة الجينية للشعب المصري بغض النظر عن الانتماء الديني، مشيرا إلى الدراسات التي أظهرت وجود نسبة عالية من الجينات المشتركة بين المصريين المسلمين والمسيحيين، وكذلك تراثهم الجيني المشترك مع الفراعنة.
وتطرق الدكتور وسيم السيسي إلى أهمية المعرفة والتراث في تشكيل الشخصية، مشددا على إمكانية توريث الخبرات والمعارف المكتسبة وفقًا لأحدث الأبحاث العلمية.
ومن جانبه، أكد الدكتور خالد حبيب، خبير الموارد البشرية، أهمية التكيف مع التغيرات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع المصري في ظل التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي، محذرًا من مخاطر فقدان الهوية والانتماء في ظل هذه التغيرات.
وشدد على ضرورة الاستفادة من التكنولوجيا والمعرفة في تطوير المجتمع، داعيا إلى بناء شخصية مصرية متوازنة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، تتميز بالصبر والتعلم والابتكار.
وبدوره، ألقى اللواء الدكتور محمد سلامة وكيل أول هيئة الرقابة الإدارية ومستشار رئيس الهيئة لشئون الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد، الضوء على دور الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد في نشر الوعي بأهمية النزاهة والشفافية، مؤكدًا أن مكافحة الفساد تتجاوز كونها مجرد إجراءات رقابية، بل تتطلب تكاتف الجهود وتغيير الثقافة المجتمعية.
وأشار إلى أن الأكاديمية تعمل على تطوير برامج توعية مبتكرة تستهدف مختلف فئات المجتمع، بما في ذلك الشباب، وذلك من خلال طرح قضايا مكافحة الفساد بطريقة مبسطة ومشوقة، مستلهمة من التاريخ المصري القديم والحضارة الفرعونية.
وفي ختام الندوة، أكد الدكتور سامي عبد العزيز عميد كلية الإعلام الأسبق أهمية تطوير المهارات والمعارف لدى الشباب، مشيرا إلى أن المجتمع الذي لا يستثمر في رأس المال البشري لن يكون قادراً على مواجهة تحديات المستقبل.