تعد سلطنة عمان عروس الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المتوجة، ليس فقط لكونها ضيف شرف الدورة ولكن كذلك لتميز مشاركتها في المعرض، سواء عبر جناحها الذي يضم درر المطبوعات من الماضي والحاضر، إضافة إلى حفاوة الاستقبال الثقافي والإعلامي بالمشاركة العمانية، والانبهار بما وصل إليه الإنتاج الثقافي العماني.
ويشكل المعرض مناسبة مهمة لإلقاء الضوء علي النهضة المتجددة للسلطنة عل جميع الأصعدة، وحرصها علي جعل الثقافة منبرا رصينا من منابر التفاعل الحضاري، وتلاقي البشر في شتى أصقاع الأرض.
وفي هذا الإطار أكد سعادة السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان المعتمد لدى جمهورية مصر العربية، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية أهمية اختيار سلطنة عمان ضيف شرف معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته السادسة والخمسين، والذي يمثل نافذة حضارية لتلاقي الثقافات والحضارات، وتبادل الأفكار وإعلاء القيم المشتركة التي تجمع الإنسانية، من خلال الثقافة والكتاب.
واعتبر في حديث له بمناسبة انطلاق فعاليات الدورة أن مشاركة السلطنة في هذه المعرض يشكل امتدادا لتاريخ مشرف من الحضور الثقافي العماني في المشهد الثقافي العربي والدولي، مشيرا إلى أن العمانيين يؤمنون بأن الثقافة هي الجسر الذي يعبر منه الفكر الإنساني نحو التقدم والرقي، وتوطيد العلاقات، وأنها-الثقافة- هي الوسيلة المثلي للتقريب بين الشعوب، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة.
وأشاد بتميز العلاقات بين سلطنة عمان ومصر في مختلف المجالات، مؤكدا أن المشاركة العمانية في فعاليات الدورة السادسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب جاءت لتجسد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين، اللتين جمعتهما روابط قوية وممتدة بين العصور والأزمان، مدعومة برؤية القيادة في كلا البلدين.
وأضاف أن سلطنة عمان بنهضتها المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن سعيد –حفظه الله ورعاه- وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومصر في إطار جمهوريتها الجديدة تؤمنان بأن الثقافة هي أحد أعمدة البناء الحضاري والتنمية المستدامة.
وتابع بأن السلطنة تقدم في هذه الدورة من معرض القاهرة للكتاب تقدم للعالم لمحة عن الثراء الثقافي العماني وتنوعه، حيث يتجسد التراث في مفرداته الثرية، بجانب الحاضر المشرق، وحيث يتكامل الإبداع الفني والأدبي مع التاريخ العريق، مضيفا أن عمان تقدم كذلك نماذجا من الإنتاج الفكري والأدبي، الذي يعكس الهوية الأصيلة، والانفتاح على الآخر.
وعبر عن الشعور بالفخر لمشاركة 22 مؤسسة حكومية وأهلية ومجتمع مدني عمانية في المعرض، وعلى مساحة كبيرة تبلغ 300 متر مربع في الجناح العماني بالمعرض، الذي افتتح بمشاركة جمع غفير من المسئولين في مصر وسلطنة عمان.
وأوضح السفير عبد الله بن ناصر الرحبي أن اختيار السلطنة ضيف شرق هذه الدورة يعد بمثابة تكريم للإسهام الثقافي العماني المتواصل والمتجدد علي الساحتين العربية والدولية، وتقديرا لدور عمان البناء في تعزيز الحوار الثقافي، ونشر قيم التعاون والتسامح، ونبذ العنف، وحل الشكلات عبر الحوار والتفاهم.
ووجه الشكر لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا علي احتضانها الدائم لهذا الحدث الثقافي العالمي، وعلي دورها في جعل هذا المعرض منارة للفكر والثقافة، وقال"إننا في سلطنة عمان سعداء لأن نمد هذا الجسر الثقافي، ونعززه عبر تقدير دورة الكلمة، والتي بدورها تقود إلى الحوار الثقافي والحضاري، الذي ما أحوجنا ليه في هذا الزمن.
ولفت إلى أن رد فعل المسئولين المصريين الذين زاروا جناح سلطنة عمان في المعرض، وعلى رأسهم معالي الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة أثار السعادة لدى الجانب العماني، خصوصا تقديرهم لما لمسوه من وجود منتج ثقافي ثري، سواء عبر المخطوطات القديمة المعروضة، وكذلك العناوين الجديدة، إضافة إلى الفرقة الفنية العمانية التي حرصت وزارة الثقافة من خلالها أن تظهر جانب آخر من الثقافة العمانية، وتجسد ثراء السلطنة بالفنون الشعبية وغيرها.
وأضاف أنه كانت هناك كذلك إشادة بالجناح العماني من قبل الضيوف العرب الذين زاروه، وأبدوا تفاعلا إيجابيا أسعد الوفد العماني، ودفعهم لأن يكونوا أكثر حرصا على تقديم أفضل ما يمثل السلطنة في مختلف الفعاليات، وما يليق بمكانتها.
ولفت إلى أن المعرض هذا العام أتاح فرصة مهمة للباحثين لسبر أغوار العلاقة الوطيدة بين سلطنة عمان ومصر، بما يحفله من ندوات في هذا الشأن، وعبر محور العلاقات العمانية – المصرية في العصور القديمة ومحور "بخور اللبان.. جسر التقاء بين حضارتين”، ومحور "التبادل العلمي والثقافي بين عمان ومصر".
وأشار السفير عبدالله بن ناصر الرحبي إلى أن افتتاح الدورة السادسة والستين من معرض القاهرة الدولي للكتاب شهد أجواء مليئة بالإبداع والتميز، تجسيداً للثقافة كقوة تجمع الشعوب وتعزز التفاهم والتواصل.
وقال: شهدنا، خلال الجولة الافتتاحية التي قادها معالي وزير الثقافة المصري، روحاً متجددة وحرصاً كبيراً على تقديم نسخة استثنائية من هذا المعرض. وقد جاءت الإشادة واسعة بجهود وزارة الثقافة المصرية وفرق عملها المبدعة، التي جعلت من هذه النسخة مثالاً للحداثة والتجديد مع الحفاظ على الأصالة الثقافية.
وعبر عن الفخر والاعتزاز بالجهود التي بذلتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب في سلطنة عمان، وفريق العمل الذي أظهر كفاءة عالية ومهنية لافتة في الإعداد والتنظيم.
وقال: عكست مشاركتنا في المعرض روح الأصالة العمانية، ليس فقط من خلال محتوى الجناح، بل أيضاً عبر تصميمه الذي استوحى العمارة العمانية كأحد المفردات الثقافية المهمة في هذا الفضاء الدولي، فالتصميم كان بمثابة نافذة مفتوحة تُبرز جماليات التراث العماني وتمازجها مع الحداثة، مما جذب أنظار الزوار ونال إعجابهم.
وأكد أن هذا الحدث الثقافي يعكس الوجه الثقافي للمنطقة، متمنيا أن تظل مشاركات سلطنة عمان في المحافل الدولية نموذجاً، يعكس هويتنا الأصيلة.