شهدت قاعة «فكر وإبداع»، مناقشة رواية «ما ألقاه الطير»، للكاتبة دينا شحاتة، في إطار فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور الروائية نورا ناجي، والروائي محمد الفخراني، وأدارتها أميمة صبحي.
في البداية أشادت الكاتبة أميمة صبحي بطريقة سرد الرواية التي اتبعتها المؤلفة، حيث خرجت الرواية إلى نطاق زمنى مختلف.
وقالت: «الرواية فيها تكثيف للأحداث بشكل كبير ما جعلني غير قادرة على صياغة الجملة وربط الأحداث ببعضها، نظرا لاهتمام المؤلفة بتكثيف الجمل والاهتمام بالتفاصيل».
ومن جانبها، عبرت الروائية نورا ناجي عن سعادتها بالتواجد في معرض الكتاب، ذلك الحدث الضخم الذي ننتظره من السنة إلى السنة.
وقالت نورا ناجي، إن رواية «ما ألقاه الطير» وضعتني في حالة من الشعور بالفراغ، فهي تتلمس فيها عن أرواح تائهة تبحث عن معني تسعي لاكتشاف العالم،
مشيرة إلى أن الرواية تتحدث عن 3 نساء كل واحدة تحمل جراحا خفية تدفعها للبحث عن فلسفة الامتلاء والفراغ.
وتابعت: «شعرت بانتقالات الزمن لكل شخصية فكل شخصية في الرواية تحمل فلسفة الحياة، وهذا يتضح في الخط الدرامي حيث تعبر كل واحدة عن وجعها الخاص».
وأوضحت نورا ناجي أن الفكرة التي تشغل الكثير من كاتبات جيلي هو الفراغ الواقعي بين الأحداث الكبري التي عشناها، مشيرة إلى أن الطائر في الرواية من الشخصيات الرمزية التي يمثل هذه الحالة من خلال الشخصيات النسائية الثلاثية،
والمقامات الموسيقية ليست مجرد استعارة لكنها بها استحداث للشخصيات المحورية.
وقال الروائي محمد الفخراني، إن الفكرة الأساسية في الرواية تم تنفيذها فنيا، فهي تتنصر للحكاية والتجربة الإنسانية من خلال الحكايات الكثيرة الموجودة بها.
وتابع «أنها عالم مليء بالوصف ما يجمع كل الأوصاف والحكايات، أي مكان في العالم ليس له وجود، وبالتالي الرواية التي تنتصر للحكاية كما نعرفها هي الشيء الوحيد الذي يستطيع أن يتحرك نحو الزمن للأمام».
وأشار إلى أن هناك التقاء في الزمن طول الحكاية التي تتم بمهارة عالية، والحكاية لا تكون معزولة عن ذاتها، من الممكن لأي شخص أن يحمل حكاية شخص آخر.
وأضاف أن هناك أربع شخصيات نسائية في الرواية، كل حكاية تؤدي إلى أخرى وهو أساسي وكل رواية تنتقل إلى قلب رواية أخرى.
ولفت إلى وجود علامات محددة في الرواية، دائما يكون هناك جمل تتكرر وجمل أساسية في الصفحة الأولي والصفحات الأخيرة، مشيدا بطريقة سرد المؤلفة التى اعتمدت فكرة الحكاية كتكنيك فني جعلنا نشعر بالمتعة أثناء القراءة .
واستعرضت الكاتبة دينا شحاتة مؤلفة رواية «ما ألقاه الطير» حكايات أبطال الرواية. وقالت: «شخصية حدوته وهي بطلة الرواية، كتبتها بشكلها الحالي، وهي لمطربة شعبية تحيي الموالد بصوتها الذكوري وهي شخصية قادرة على أخذ حقها في هذا العالم الصعب، وهذا له مرجع مهم، أنها كانت طفلة مشردة ليس لها بيت وعاشت حياة قاسية ومشردة،
مشيرة إلى أنها تناولت 5 نسوة في الرواية وشخصية حدوته كانت أكثرهن إثارة التساؤلات، على عكس شخصية عزيزة التي مرت بتجربة حب قاسية وسيئة.
وأوضحت مؤلفة رواية «ما ألقاه الطير»: اكتشفت أن الظروف المتشابهة هي التى قربت بينهم وكان لها طقوس معينة في الغناء، فضلا عن عشقها لأغاني السمسمية على الرغم من قسوة الحياة كانت تسعى لإخفاء جوانب شخصيتها الطيبة.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.