الثلاثاء 28 يناير 2025

ثقافة

محسن زايد «المواطن مصري» .. عدسة سينمائية تجسد أدب نجيب محفوظ

  • 27-1-2025 | 08:00

محسن زايد ونجيب محفوظ

طباعة
  • همت مصطفى

اسم يتلألأ في سماء السينما المصرية، والفن المصري كله، كأحد أعظم صناع الصورة المبدعين، وأستاذ الترجمة البصرية للأدب  المصري العظيم، استطاع بعبقريته أن ينقل سحر كلمات نجيب محفوظ إلى الشاشة، محولًا الروايات إلى لوحات فنية حية تنبض بالمشاعر والمعاني إنه  أفضل من قدّم ترجمة بصرية سينمائية لروايات صاحب نوبل في الدراما المصرية.

وكان شاعرًا للكاميرا، ينسج بخياله البصري قصصًا تلامس الروح وتبقى خالدة في الذاكرة، و بأعماله، أضاء زايد الجسر بين الكلمة والصورة، ليصبح رمزًا للإبداع السينمائي الذي يمزج بين العمق الأدبي والتجلي الفني، إنه الكاتب و السيناريست محسن زايد.

الميلاد والنشأة
ولد محسن زايد في حي السيدة زينب بالقاهرة في 23 أغسطس 1944 وتلقّى دراسته في المعهد العالي للسينما بمصر في قسم المونتاج، ثم انتقل إلى قسم الإخراج قبل تخرجه بعام واحد، للتخرج في قسم الإخراج، كتب للسينما والتليفزيون الكثير من السيناريوهات، وخاصة عن روايات وقصص الأستاذ والأديب الكبير نجيب محفوظ، فعرف أنه أفضل من قام بذلك.

قضى محسن زايد في الخدمة العسكرية ست سنوات، فاشترك في حربي 1967م و1973م، مما أثّر بشكل كبير في كتاباته التي تتخذ غالبًا خلفية سياسية لأحداثها، وله ثلاث أبناء ياسر ونشوى وشريف.

أعمال محسن زايد الفنية
 استطاع محسن زايد  أن يحوّل الكلمات إلى مشاهد تنبض بالحياة، فكان علامة فارقة في تاريخ السينما والتلفزيون، حيث أسهم بإبداعاته في رسم ملامح فنية خالدة عبر عشرات الأعمال الفنية التي جمعت بين البصيرة الأدبية والرؤية السينمائية، وترك بصمة خالدة في تاريخ الأفلام المصري، حيث فأبدع في كتابة القصص والسيناريوهات لها ورصد هذه الأفلام فيما يلي:

«فرح زهران»1972، «حمام الملاطيلي» قصة وسيناريو وحوار، 1973، «السقا مات»1977 سيناريو وحوار عن قصة يوسف السباعي،  و«اسكندرية ليه؟»، قصة وسيناريو وحوار 1979،«قهوة المواردي»1981 (سيناريو وحوار) 

«أيوب»1983 (سيناريو وحوار) عن  قصة نجيب محفوظ، «عندما يأتي المساء»1985،  «نجع العجايب»1988 وسيناريو وحوار ، و فيلم «قلب الليل» من تأليف نجيب محفوظ  (1989)،

 وقدم محسن زايد سيناريو وحوار فيلم «المواطن مصري» عن رواية يوسف القعيد 1991، «فرحان ملازم آدم» (قصة وسيناريو وحوار) 2005.

ومسلسلات.. «العطش»1974، «اللص و الكلاب» 1975 قصة وسيناريو وحوار لمحسن زايد، بمشاركة نجيب محفوظ عن روايته، ومسلسل «أرض النفاق»1975 وقدم له المعالجة التلفزيونية والسيناريو والحوار عن قصة  يوسف السباعي، «الجريمة» 1977 سيناريو وحوار عن قصة نجيب محفوظ، «قلب بلا دموع» 1979م قصة وسيناريو وحوار محسن زايد

كما قدم سيناريو وحوار  مسلسلات.. «القضية 80» عن قصة لطفي الخولي، «عيلة الدوغري»1980 عن قصة الأديب  والمسرحي نعمان عاشور، « ولسه بحلم بيوم» 1981- قصة وسيناريو وحوار، «ليلة القبض على فاطمة»1982 قدم له معالجة تلفزيونية وسيناريو وحوار عن قصة سكينة فؤاد.

 وقدم السيناريو والحوار لمسلسلات «بين القصرين»1987، «قصر الشوق»1988 عن ثلاثية  أديب نوبل نجيب محفوظ، و «في قلب الليل»  أيضًا عن قصة نجيب محفوظ 1992

وقدم  قصة وسيناريو وحوار مسلسل «الآذان في مالطا» 1993، وألف محسن زايد مسلسل «الحاوي» 1997،  وقدم قدم الإعداد التليفزيوني والسيناريو والحوار لمسلسل«السيرة العاشورية.. الحرافيش .. عاشور الناجي» ج1 1998 

وألف مسلسل «بنات أفكاري»2001،  ومسلسل «حديث الصباح والمساء»2001 (معالجة درامية وسيناريو وحوار) عن رائعة نجيب محفوظ، «السيرة العاشورية.. الحرافيش 2 شمس الدين» 2005 (إعداد وسيناريو وحوار) عن رواية نجيب محفوظ، وقدّم القصة والسيناريو والحوارلمسلسلي «بنت بنوت» 2006، «تاجر السعادة» تأليف عاطف بشاي 2009 .

إبداع آخر  لساحر  الكلمات

وقدم محسن زايد  مع المخرج يوسف مرزوق ..قصة وسيناريو وحوار للسهرة التلفزيونية «البعد الرابع»1988،  وألف السهرة التلفزيونية «نعمات هانم» 1988،  وألف المسلسل الإذاعي «أوف سايد» مع المخرج  مدحت زكي 2002 كما قدم معه  المسلسل الإذاعي «قارىء الفنجان».

لم تقتصر إبداعاته على السيناريو فقط، بل امتدت لتشمل الإخراج في أعمال مثل «السندباد الأخضر» 1980م، و«فرح زهران» 1972،  كما خاض تجربة التمثيل بدور «الطبيب» في فيلم «عندما يأتي المساء» 1985م، و أنتج مسلسلًا واحدًا وهو «قانون سوسكا» للمبدعة الفنانة سهير البابلي 2016، مما يؤكد  تعدد مواهب محسن زايد، وثراء رحلته الفنية..

رحيل وأثر باق

رحل  ساحر الدراما المصرية، والكلمات السيناريست والكاتب محسن زايد عن عالمنا وهو في الثامنة والخمسين من عمره الإثنين 24 ذو القعدة 1423 هـ الموافق مثل هذا اليوم  27 يناير 2003 إثر إصابته بأزمة قلبية مفاجئة بمدينة الإسكندرية، لكن رغم رحيل محسن زايد رغم ،  ترك إرثًا  فنيا لجمهور  الدراما المصرية والعربية من المحيط إلى الخليج، يُعد شهادة على عبقريته التي جمعت بين عمق الكلمة وسحر الصورة، ليصبح واحدًا من أعظم صناع السينما والدراما في الوطن العربي، وليبقى أثره دائما معنا ومع جمهوره الكبير.

 

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة