الثلاثاء 4 مارس 2025

ثقافة

معرض القاهرة للكتاب الـ 56| «بين الغربة واللغة».. هدى بركات تسرد «حكاية الأدب والحنين»

  • 27-1-2025 | 21:54

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

استضافت «القاعة الرئيسية»؛ بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، لقاءً مفتوحًا مع الكاتبة اللبنانية؛ هدى بركات، حيث أدار الحوار؛ الإعلامي الدكتور؛ خالد عاشور.

في بداية اللقاء، رحب الدكتور خالد عاشور؛ بالحضور؛ قائلاً: "باسم معرض الكتاب وباسم مصر، أرحب بالكاتبة هدى بركات، هذا الاسم المهم في عالم الإبداع الأدبي، الذي يحمل على عاتقه أكثر من 35 عامًا من العطاء، منذ رواية -حجر الضحك- عام 1990 مرورًا بروايات مثل؛ -أهل الهوى-، -حارث المياه-، وصولاً إلى بريد الليل».

 رائدة أدب الغربة
وأشار «عاشور»؛ إلى أن الكاتبة هدى بركات استطاعت أن تُشكل عالمًا روائيًا متفردًا، يعاني معظم شخوصه من الغربة، التمزق، والنفي، مما جعلها بلا منازع رائدة أدب الغربة والمنفى، لاسيما في رواية «بريد الليل» التي اعتمدت فيها على تقنيات سردية فريدة ومبتكرة.
من جانبها، أعربت هدى بركات؛ عن سعادتها بحضورها في القاهرة، مؤكدةً أن هذه المدينة تحتل مكانة خاصة في قلبها؛ كما قدمت؛ الشكر؛ للهيئة العامة للكتاب؛ على تنظيم هذا اللقاء، قائلة: «أي دعوة إلى القاهرة لا يمكن أن أرفضها».
وأشارت إلى أنها جاءت للاحتفاء بروايتها الجديدة «هند" أو «أجمل امرأة في العالم»، قائلة: «لم نستطع أن نحتفي بها في معرض بيروت، فجئنا للاحتفال بها هنا في القاهرة، لأنها أفضل رواية كتبتها».

الإحساس بالغربة يرافقني
وتحدثت «بركات»؛ عن تجربتها الأدبية قائلة: «لم تكن لدي خطة مسبقة لتناول قضية محددة أو الدفاع عنها، عندما صدرت روايتي الأولى «حجر الضحك» كنت مهاجرة في باريس، ومع هذه الرواية بدأت أشعر بالغربة، وجدت نفسي أشبه تلك الحروب، والميليشيات، والأحزاب المتناحرة على الحكم؛ لم أكن أملك مشروعًا محددًا على المستوى الشخصي أو المهني عندما غادرت إلى فرنسا، ولكن شيئًا فشيئًا طالت غربتي وأرجأت العودة، ليظل هذا الإحساس بالغربة يرافقني».

وعند سؤالها إذا ما كانت تعتبر نفسها من أدباء المهجر، نفت «بركات» ذلك؛ موضحة أن مفهوم أدب المهجر تغيّر بمرور الوقت؛ وقالت: «المهجريّون الأوائل كانوا يحملون حنينًا كبيرًا إلى أوطانهم، ويتحدثون عنها باستمرار بسبب اختلاف ظروف سفرهم عن ظروفنا، وكذلك اختلاف الأدب الذي أنتجوه»
وعن اختيارها لشخصيات هامشية في رواياتها، قالت: «منذ أن بدأت أكتب، كانت الشخصيات الهامشية تجذبني بشدة، أؤمن أن المهمّشين هم مرآة الحقيقة، فهم الذين لا يُسمع صوتهم غالبًا، ليس من الضروري أن نكتب عن أبطال خارقين؛ يجب أن يأتي الوقت الذي نتوقف فيه عن تمجيد الأبطال».
وأضافت: «رواياتي قد تُعتبر سياسية، ولكنها تعكس مفهوم السياسة بمعناها الأخلاقي النبيل، وليس بمعناها الفئوي أو الإيديولوجي».

وأكدت «بركات؛ أنها تكتب رواياتها باللغة العربية؛ رغم إتقانها اللغة الفرنسية، قائلة: «حبي للغة العربية وشوقي لها هما ما يدفعاني للكتابة بها؛ فاللغة العربية تحمل شحنة عاطفية كبيرة لا أريد أن أفرط فيها؛ حتى في المناسبات، أُفضّل الحديث بالعربية على الفرنسية، لأنني أحسبها ما تبقّى لي في الغربة».

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

 

 

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحه للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.

 

 

تشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.

ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.

 

 

ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السايقة الـ55 4,785,539 زائر.

انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.

وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر. ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

الاكثر قراءة