استضافت قاعة«ديوان الشعر»، اليوم، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة بعنوان «جهود اللجنة الوطنية التنسيقية في مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر»، والتي أدارها الدكتور خالد سعد، ضمن فعاليات قاعة المؤسسات.
وأكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الهجرة غير الشرعية تعني الانتقال بين المجتمعات دون الالتزام بالقوانين، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة قد شهدت تزايدًا ملحوظًا في السنوات العشر الأخيرة، خاصة في دول أفريقيا، نتيجة الحروب والتوترات السياسية.
وأضاف أن الإحصائيات المتعلقة بهذه الظاهرة مقلقة للغاية، حيث وصل نحو 24 ألف مهاجر إلى شواطئ أوروبا في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023.
وأشار «زايد » إلى أن الأمم المتحدة قد زادت من اهتمامها بهذا الملف من خلال منظمة الهجرة غير الشرعية، مؤكدًا أن مصر، باعتبارها عضوًا في هذه المنظمة، شاركت في العديد من المؤتمرات الدولية من أجل تعزيز التعاون في هذا المجال.
وأوضح «زايد » أن هناك مجموعات تقوم بتشكيل شبكات غير مرئية وغير قانونية، حيث ترتكب أعمالًا إجرامية في مجال الهجرة غير الشرعية، مستغلين الفقر والجهل لتحقيق مكاسب على حساب المواطنين البسطاء.
وشدد على ضرورة تشجيع الشباب على تنفيذ المشروعات الصغيرة وتوعيتهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية، مع التأكيد على أهمية تعزيز الروح الأخلاقية بدلاً من المادية.
مكافحة تهريب المهاجرين
وقالت السفيرة نائلة جبر، رئيس اللجنة الوطنية التنسيقية في مكافحة تهريب المهاجرين والإتجار بالبشر، إن الهجرة لا تتعلق فقط بالفقر، بل هناك عوامل أخرى مثل ندرة الموارد وقلة فرص العمل المناسبة التي تدفع الشباب إلى الهجرة.
وأكدت جبر أن العالم أصبح يواجه «هوس الهجرة»، ليس فقط من أجل تحسين الوضع المادي، ولكن أيضًا للبحث عن رفاهية حياة أفضل، مشيرة إلى أن التطلع نحو حياة أفضل أمر محمود، ولكن دون أن يؤدي إلى التهلكة.
و شددت «جبر» على أهمية تعلم الشباب للغات، مما سيمكنهم من البحث عن الطرق الشرعية للسفر، وأوضحت أن هناك العديد من الفرص المتاحة داخل مصر، مثل الفرص الكبيرة لخريجي التعليم الفني.
ودعت السفيرة نائلة جبر الأسر إلى التواصل مع أبنائهم مباشرة لحمايتهم من الوقوع في فخ الهجرة غير الشرعية، وعدم دفعهم نحو حكومات طاردة للمهاجرين أو مغامرة الموت عبر طرق الهجرة غير الشرعية.
الوقاية من الأمراض السلوكي
وقال الدكتور أحمد سعدة، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعي، إن القيادة السياسية تؤكد دائمًا على تمكين المواطنين لتحقيق حياة كريمة، موضحا أن وزارة التضامن الاجتماعي تعمل على نشر الوعي بخصوص الوقاية من الأمراض السلوكية التي قد تشكل تهديدًا على استقرار الدولة.
وأضاف سعدة أن الوزارة أطلقت عددًا من البرامج لنشر الوعي، حيث تتابع 10 آلاف رائدة على مستوى الجمهورية نشر الوعي لـ 200 أسرة شهريًا، مشيرا إلى أن هذه البرامج تشمل التعريف بالخدمات التي تقدمها الدولة وتوصيل الرسائل الإيجابية لمنع الانجراف نحو الهجرة غير الشرعية، إلى جانب برامج التمكين الاقتصادي والاستثمار.
وأكد «سعدة» أن مصر تقدم نموذجًا فريدًا في التعاون بين الدولة ومنظمات المجتمع الأهلي لتوفير خدمات الرعاية المجتمعية للمواطنين، حيث يتم دعم العديد من المشروعات المجتمعية من خلال هذا التعاون.
الطاقات السلبية والإيجابية
وأكدت الكاتبة سماح أبو بكر عزت، سفيرة مؤسسة حياة كريمة، أن المجتمع يعاني من ضغط المقارنات بين الأطفال والشباب بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، موضحة حرصها على التواصل مع الأطفال في القرى والنجوع لتوعيتهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية بشكل مبسط، من خلال حكايات الأطفال.
واستعرضت« سماح» بعض الذكريات خلال زياراتها للقرى، وأهمية إبراز الطاقات السلبية والإيجابية، مع التأكيد على معاني الطموح وتحقيق الآمال من خلال استلهام قصة لاعب كرة القدم العالمي محمد صلاح، الذي استطاع بالإصرار والاجتهاد تحقيق حلمه في أن يصبح من أبرز لاعبي العالم.
أهمية التمكين الاقتصادي
وأكدت الدكتورة بسمة فؤاد، المدير التنفيذي لمؤسسة المستقلين الدولية، على أهمية التمكين الاقتصادي وتوفير البدائل للشباب المهاجرين، جنبًا إلى جنب مع نشر الوعي.
وأشارت « بسمة » إلى ضرورة الاهتمام بالتدريب المهني في مختلف المحافظات، وتطوير الحرف اليدوية من خلال المشاركة في المعارض لتشجيع الشباب على العمل في هذه الحرف، موضحة أن مؤسسة المستقلين الدولية تعمل على توقيع اتفاقيات مع شركات عالمية لتدريب عدد من الشباب الواعي، مع مساعدتهم في الحصول على عقود عمل رسمية تحافظ على حقوق العاملين.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
انطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.