الأحد 2 فبراير 2025

عرب وعالم

"وول ستريت جورنال": كندا والمكسيك تريدان أن تشعر أمريكا بألم التعريفات الجمركية أيضًا

  • 2-2-2025 | 14:58

كندا والمكسيك

طباعة
  • دار الهلال

ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية في تقرير لها اليوم الأحد، أنه عقب فرض الولايات المتحدة رسوم جمركية على جيرانها في الشمال والجنوب "كندا والمكسيك" تخطط الدولتان لشن ضربات دقيقة ضد الصادرات الأمريكية ردًا على تعريفات ترامب الأحادية.

وكانت قد أعلنت الولايات المتحدة يوم السبت الماضي عن فرض رسوم جمركية جديدة على جميع السلع القادمة من كندا والمكسيك، مما سيؤدي إلى ضرب اقتصادات هذين الجارين بشكل كبير.

مع أن كندا والمكسيك تعتبران اقتصادين أصغر بكثير مقارنة بالولايات المتحدة، إلا أن إجمالي ناتجهم المحلي معًا يعادل فقط سدس الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الذي يبلغ 27 تريليون دولار حيث أن هذه الرسوم الجمركية تهدد بدفع أكبر شركاء التجارة في الولايات المتحدة نحو الركود، نظرًا لأن كل من كندا والمكسيك تصدران نحو 80% من صادراتهما إلى الولايات المتحدة.

ومن المرجح أن تضعف قيمة الدولار الكندي والبيزو المكسيكي مقابل الدولار الأمريكي.

ورغم أن كندا والمكسيك لا يمكنهما إلحاق نفس القدر من الضرر بالاقتصاد الأمريكي كما ستلحقه الرسوم الجمركية الجديدة التي تصل إلى 25% على جميع السلع و10% على المنتجات النفطية، إلا أنهما يراهنان على أن بإمكانهما إلحاق معاناة متبادلة تكفي لإقناع ترامب الذي حمل شعار خفض الأسعار بعد فترة من التضخم المرتفع بالتراجع، بحسب ما أوردته الصحيفة الأمريكية في تقريرها.

وكتب وزير الاقتصاد المكسيكي مارسيليو إبرارد على منصة "إكس" أمس السبت، في رد فعل على الرسوم الجمركية الأمريكية قائلاً "إلحاق الضرر بنفسك"؛ وهى بمعنى أن الرسوم التي فرضها ترامب سيقوم بها بإيذاء نفسه بطريقة غير مباشرة نتيجة لقراره أو تصرفه.

وأشار معهد بيترسون للاقتصاد الدولي أنه من المتوقع أن تركز كل من كندا والمكسيك على ما يسميه الخبراء "الضربات الدقيقة" ضد الصادرات الأمريكية من المناطق القوية سياسيًا والمجموعات الصناعية التي تتمتع بتأثير سياسي في واشنطن؛ وستؤدي حرب تجارية بين الولايات المتحدة وأكبر شريكيها التجاريين إلى التأثير على الدخل الأمريكي والإضرار بالوظائف وزيادة التضخم.

وأضاف المعهد أن التضخم في الولايات المتحدة الذي بلغ 2.9% في ديسمبر الماضي لا يزال أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.

ومن المتوقع أن يؤدي فرض الرسوم الجمركية إلى زيادة التضخم في الولايات المتحدة بنسبة 0.54% هذا العام مقارنة مع الوضع في حال عدم فرض الرسوم.

وتعتمد الولايات المتحدة على كندا بشكل كبير في استيراد معظم نفطها الذي يتم تكريره إلى بنزين في منطقة الغرب الأوسط، بينما تصدر المكسيك مجموعة واسعة من المنتجات بدءًا من الفواكه والخضروات واللحوم وصولاً إلى الإلكترونيات والأجهزة المنزلية والمعدات الطبية.

وكان قد أعلن رئيس وزراء كندا جاستن ترودو أن بلاده ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على أكثر من 105 مليارات دولار من السلع الأمريكية.

وأوضح أن المرحلة الأولى من هذه الرسوم ستشمل 20 مليار دولار من الواردات الأمريكية بما في ذلك القهوة والملابس والأحذية والأثاث والأجهزة المنزلية أما المرحلة الثانية، التي ستشمل 85 مليار دولار أخرى من السلع فستستهدف السيارات والشاحنات والمنتجات الزراعية والصلب والألومنيوم ومنتجات الطيران.

وحذر ترودو الأمريكيين من أن الوظائف في صناعات السيارات والتصنيع قد تكون مهددة، قائلا "سوف نفعل دائمًا ما يلزم للدفاع عن كندا والكنديين، لم نطلب هذا، لكننا لن نتراجع".

وقال أيضًا إنه تحدث مع رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم وأن الزعيمين اتفقا على العمل معًا للتعامل مع الإجراءات التي اتخذها ترامب.

ومن جانبها، قالت شينباوم إن رد المكسيك سيشمل تدابير جمركية وغير جمركية، والتي سيتم الإعلان عنها قريبًا.

وأفادت مصادر مقربة من الحكومة المكسيكية أن المكسيك تدرس تنفيذ "الانتقام الدوار" الذي يتضمن تغيير السلع الأمريكية الخاضعة للرسوم الجمركية بشكل دوري ويؤدي هذا إلى خلق حالة من عدم اليقين في قطاعات الصادرات الأمريكية وله تأثير سياسي على القطاعات مثل الزراعة التي من المرجح أن تضغط على الكونجرس.

وعلى الرغم من التصريحات القوية من ترودو وشينباوم، من المرجح أن تكون الضربة الاقتصادية على اقتصادات كندا والمكسيك أكبر بكثير منها في الولايات المتحدة.

فقد توقعت شركة "كابيتال إيكونوميكس" البحثية ومقرها لندن أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الكندي بنسبة تصل إلى 3%، بينما قد يتعرض الناتج المحلي الإجمالي المكسيكي لانخفاض بنسبة 2%.

وكان قد نجح الرد الانتقامي في عام 2018، عندما ردت المكسيك على الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على الصلب بفرض رسوم على منتجات أمريكية تشمل الصلب ولحم الخنزير والجبن والتفاح والبوربون، وهو ما دفع الولايات المتحدة في النهاية للتراجع.

وكانت المكسيك أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في عام 2023، بينما كانت كندا في المرتبة الثانية وسجلت الولايات المتحدة عجزًا تجاريًا مع كلا البلدين بلغ 152 مليار دولار مع المكسيك و64 مليار دولار مع كندا، وفقًا لإحصاءات مكتب التعداد الأمريكي.

أما فيما يتعلق بمدة تطبيق الرسوم، فإن البيت الأبيض أعلن أن هذه الرسوم ستظل سارية "حتى يتوقف تهريب الفنتانيل، وبالأخص الفنتانيل، وجميع المهاجرين غير الشرعيين من دخول البلاد".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة