الإثنين 3 فبراير 2025

مقالات

أنت عمري

  • 3-2-2025 | 09:45
طباعة

سئلت «أم كلثوم» لماذا لا تتعاملين مع الموسيقار «محمد عبد الوهاب»، وألح كبار النقاد والكتاب والصحفيين حول  الأمر ، ما جعل «كوكب الشرق» ترضخ لهذه الرغبات الكثيرة واتصلت بعبد الوهاب تطلب إليه اختيار أغنية لتغنيها في موسمها الغنائي الجديد دون أن يتحدث مع أحد بشأنها.

وطلب عبد الوهاب إلى أم كلثوم إعطاءه مهلة شهر للبحث عن الكلمات، وجلس مع "أحمد شفيق كامل" لبحث الأمر وكيفية إنقاذ الموقف، وجاءت فكرة لعبد الوهاب وهي أنه لن يجد عملا غنائيا ينافس به السنباطي ويدخله الموسم الغنائي لأم كلثوم سوى أغنية "إنت عمري" التي كان كتبها له شفيق ليغنيها بنفسه خصوصا أن اللحن رائع جدا ويناسب أم كلثوم.

ورحب شفيق بالفكرة واستقر رأيهما عليها وبخاصة وأن أحدا لم يعلم بأنها كانت في الأساس أغنية لعبد الوهاب نفسه، ولم يبح بها للصحافة ولا لأي مخلوق سوى صاحب الكلمات ومستشار صوت الفن "مجدي العمروسي" كاتم أسرار عبدالوهاب الذي اقترح بدوره على عبد الوهاب أن يعلن قيامه بوضع لحن جديد لأم كلثوم في الصحف المصرية والعربية وطلب عبد الوهاب إلى شفيق إخفاء التسجيل الذي أعطاه له بصوته على آلة العود ولا يتحدث مع أحد عن حكاية "أنت عمري" سوى أنها أغنية جديدة كتبها أحمد شفيق لأم كلثوم بتكليف من عبد الوهاب .

وبلغ الخبر الكاتب الصحفي "جليل البنداري" الذي كثيرا ما كان يطلب إلى أم كلثوم أخذ لحن من عبد الوهاب وأنه سيكون مفاجأة ينتظرها العالم العربي كله.  

ونشر البنداري خبر لقاء أم كلثوم بعبد الوهاب في أغنية للموسم الجديد بأنه لقاء السحاب وانتشرت هذه العبارة التي أخذها عنه كمال الملاخ وامتلأت الصحف والمجلات بحدث هذا اللقاء الكبير وبعد شهر ونصف الشهر استمعت أم كلثوم للكلمات

وطلبت إلى رئيس فرقتها عازف القانون الأول محمد عبده صالح إجراء بروفات الأغنية في "استديو مصر فون" بالعتبة.  وجاء موعد الحفل وعاش عبد الوهاب في حالة خوف ورعب من دخول هذه المعركة خصوصا أمام رياض السنباطي، وكان البنداري والملاخ يؤكدان له أنه سيحقق نجاحا مبهرا.  

وفي يوم الحفل حيث لا مكان لقدم في سينما قصر النيل والجمهور الواسع الذي يتابع الحفل على الهواء جلست أم كلثوم خلف الستار لتجد عبدالوهاب يرتعش ويمسك بالمصحف، ويقرأ آيات من القرآن الكريم ويطلب إلى الله النجاح والتوفيق.  

وظهرت أم كلثوم على المسرح وبدأت تغني "إنت عمري"، وانبهر الحضور بالكلمات واللحن وطلبوا إعادة كل مقطع مرتين أو ثلاث مرات لتنتهي الأغنية مع الثانية صباحا. وخرج الجمهور ليحيط بأم كلثوم وسيارتها وعبد الوهاب لايزال باقيا على المسرح يبكي من شدة الفرح وهذا النجاح الكبير لأغنية أم كلثوم التي لم يعلم أحد أنها كانت لعبدالوهاب وأن القدر جعلها من نصيب أم كلثوم وأنها من أجمل ما غنته لموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.  وحققت الأغنية أكبر نسبة مبيعات في تاريخ أم كلثوم.

الاكثر قراءة