حدد الجدول الزمني لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، اليوم الإثنين موعدا لبدء مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث اتفق الوسطاء على بدئها في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى، والتي تستمر لمدة 42 يوما، إلا أن الأمر لا يزال يواجه بعض التحديات والصعوبات في التنفيذ.
المرحلة الثانية لمفاوضات وقف إطلاق النار
وبدأ تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في 19 يناير الماضي، حيث تستمر المرحلة الأولى لمدة 6 أسابيع، وخلال الأيام الماضية منذ بدء تنفيذ الاتفاق، أطلقت إسرائيل والمقاومة الفلسطينية عن العديد من الأسرى من الجانبين، على أربعة دفعات، حيث أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية سراح أكثر من 12 محتجزا إسرائيليا من القطاع، فيما أفرج الاحتلال عن أكثر من 400 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، وتستمر العملية وفقا لموعد زمني محدد من الجانبين.
ومن المفترض أن تبدأ اليوم المباحثات بشأن وقف المرحلة الثانية لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي يتضمن ثلاثة مراحل، وفي المرحلة الثانية، وفقا لما أعلن، من المفترض أن يتم الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين بما فيهم أصحاب الأحكام العالية والمؤبدات.
ووفقا لما نص عليه في المرحلة الثانية، من المفترض أن تسحب إسرائيل جميع قواتها من غزة تمهيدًا لإعادة القطاع في المرحلة النهائية من وقف إطلاق النار.
وهناك بعض المعوقات التي تواجه تنفيذ الاتفاق، ومنها الهدف غير المحقق لإسرائيل المتمثل في "القضاء على حماس وتأمين غزة لنفسها" على حد وصف مسؤولين إسرائيليين، حيث هاجم مسؤولون في الاحتلال الاتفاق معتبرين أنه لا يمثل أي انتصار وأن الهدف المعلن من الحرب لم يتحقق، وهو ما سيناقشه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض في محادثاتهما غدا الثلاثاء، وهو الاجتماع الذي سيحدد سيناريوهات الفترة المقبلة المرحلة التالية من وقف إطلاق النار أو استئناف حرب غزة.
ووفقا لاتفاق، فإن المرحلة الثالثة من وقف إطلاق النار، تتعلق بإعادة إعمار غزة، والتي تقدر بأكثر من 80 مليار دولار أمريكي.
ويتوقف مستقبل وقف إطلاق النار على اجتماع نتنياهو مع ترامب في واشنطن، حيث يريد نتنياهو معرفة موقف ترامب بشأن المرحلة الثانية من الصفقة قبل استمرار المفاوضات، في ظل دعوات الرئيس الأمريكي لإخلاء قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين.
متى تبدأ المفاوضات؟
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن المفاوضات ستبدأ اليوم، حيث أوضح المكتب في بيان أن نتنياهو تحدث مساء السبت الماضي مع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، واتفقا على أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة الرهائن ستبدأ عندما يلتقيان في واشنطن الاثنين، موضحا أن ويتكوف سيجري بعد ذلك محادثات خلال الأسبوع مع رئيس الوزراء القطري ومسؤولين مصريين رفيعي المستوى.
ووفقا لما أعلنه الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وزير الخارجية القطري، في تصريحات له أمس، فأكد أن "المرحلة الثانية للاتفاق يجب أن تبدأ الإثنين، وقد بدأنا بالانخراط مع الطرفين من أجل تحديد جدول الأعمال والبدء بالمحادثات".
وأكد أنه "ليس هناك تفاصيل واضحة بشأن موعد وصول الوفود وبدء المفاوضات لكن هذه المحادثات بدأت على الأقل عبر الهاتف ونأمل أن نرى زخما خلال الأيام القليلة المقبلة"، مضيفا أنه من المهم الشروع في المحادثات والتفاوض في أسرع وقت ممكن قبل الوصول إلى اليوم الـ42 من المرحلة الأولى للاتفاق وأن من المهم أيضا تأكيد وجود التزام لدى الجانبين للانخراط في المحادثات بنوايا حسنة.
وخلال اتصال هاتفي، بين د.بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة، مساء أمس الأحد مع "ستيف ويتكوف" المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، بحث الجانبان مستجدات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة والعمل علي تنفيذ مراحله الثلاث بشكل كامل، حيث اكد عبد العاطى ضرورة استدامة وتثبيت الاتفاق، والسماح بنفاذ أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة وبوتيرة مكثفة ومتسارعة لتلبية احتياجات سكان القطاع فى ظل التدهور الحاد فى الأوضاع الإنسانية فى غزة.
وشدد وزير الخارجية على الدور الأمريكى الهام لضمان تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار، وكذلك ايجاد تسوية نهائية للصراع الفلسطينى - الإسرائيلي وفقا لمقررات الشرعية الدولية، وتحقيق السلام الدائم المنشود بالمنطقة ويحقق الأمن والاستقرار الذى طالما تطلعت إليه شعوب المنطقة، وينهى حالة الصراع القائمة بالإقليم منذ عقود، وذلك بالتعاون الكامل مع إدارة الرئيس ترامب.