الثلاثاء 4 فبراير 2025

ثقافة

مناقشة المجموعة القصصية «بطاقة حي بن يقظان» للكاتب أسامة ريان بمعرض الكتاب

  • 3-2-2025 | 21:18

جانب من الندوة

طباعة
  • همت مصطفى

تتواصل فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب،  لليوم الثاني عشر،حيث استضافت قاعة «فكر وإبداع» ضمن محور«كاتب وكتاب» ندوة ثقافية لمناقشة المجموعة القصصية «بطاقة حي بن يقظان» للكاتب أسامة ريان.

وشارك في النقاش الكاتبة عبير العطار، والكاتب مجدي نصار، وأدارت النقاش الدكتورة شادن دياب، المهندسة الكيميائية.

موسوعة علمية متنقلة

في بداية الندوة، رحبت الدكتورة شادن دياب بالحضور، مؤكدة أن أسامة ريان هو موسوعة علمية متنقلة، حيث درس الفيزياء وله أكثر من خمس مجموعات قصصية.

وأضافت أن شخصيات المجموعة القصصية تتحرك في حركة ديناميكية، وكأنها تتحرك أمام القارئ، لافتة إلى أن لغة القصص بسيطة وتحتوي على مشاهد حركة تميل للمشاهد السينمائية، كما تميل إلى التأمل والرؤية العميقة.

فلسفة الروح والعقل والكون

وأوضحت الكاتبة عبير العطار أن أسامة ريان استدعى في كتاباته فلسفة الروح والعقل والكون، واصفة المجموعة القصصية بأنها «متوالية قصصية» يلعب بها الكاتب ببراعة.

وأضافت أن التكثيف الأدبي غير موجود في العمل، وأنه كان يُقال لريان إن لديه «نَفَسا روائيًا» وليس نفس مجموعة قصصية، و الكاتب تناول الدين والصوفية والروح والكون والحياة، وكان يسعى للتعبير عن «حياة كاملة» وكأنه يستعيد عقله ويستخدمه للتأمل.

وأوضحت «العطار» أن الكاتب يحارب من أجل الوقت، وأنه في هذه المرة دق «مسمارًا في صندوق الحياة» ليوقظنا على الوعي الحقيقي.

وذكرت أن المجموعة تحتوي على صراعات متعددة بين الماضي والحاضر، العقل والنقد، مع سعي الكاتب لربط الحاضر بالماضي وتوقعاته للمستقبل، موضحة  القصص تميل إلى فن النحت والرسم وكيفية محو الألم من النفس البشرية باستخدام العقل.

و أوضح الكاتب مجدي نصار أن العنوان ربط بين «البطاقة (ATM)»كأحد علامات الحداثة وبين أسطورة حي بن يقظان في التاريخ.

وأشار إلى أن أسامة ريان تناول الواقع كما يراه، سواء كان تاريخيًا أو أسطوريًا، وجمع بين العوالمين بشكل تمازجي.

وأضاف أن الكاتب جمع بين السرد والشاعرية، وجمع بين الواقعي والمجازي، مما أضفى علىالمجموعة القصصية لغة ممتعة، والتي جمعت بين السرد والتحليل، والواقع والخيال، وأن الكاتب تناول بعض الفنون وتجلياتها في النص.

 الزمن  الدائري  والنفسي والذهني 

وأشار إلى أن أسامة ريان لا يقدم المضمون بشكل مباشر، بل يفضل التشفير، ما يجعل القصص تحتوي على تساؤلات أكثر من الحسم، مما أضفى شعرية على النصوص. وأضاف أن الزمن في القصص اتخذ طابعين: خطي ومتسلسل من جهة، ومتشقٍ من جهة أخرى، مما يتيح الوصول إلى مفهوم الزمن الدائري والنفسي والذهني، وأن أغلب القصص تدور في الواقع الذهني للكاتب.

 أعرب الكاتب أسامة ريان مؤلف المجموعة القصصية، عن شكره للضيوف والحضور، موضحًا أن فكرة الزمن محيرة، وأن الإنسان يشعر بالحيرة في تعامله مع الزمن.

وأشار«ريان» إلى أن فكرة الحساب بالزمن والخبرات تكون متبادلة بأشكال مختلفة. وأوضح أن بعض الشخصيات التاريخية والأسطورية مثل حي بن يقظان، في حقيقة الأمر، أكثر حداثة من الحاضر، وأن المسألة ليست مجرد قياس زمني، بل إن أفكار هؤلاء الشخصيات ما زالت حاضرة حتى اليوم.

واختتم الكاتب حديثه قائلًا: «قد كتبت عن مراحل إنسانية متعددة، وأنا مرتبط بالقصة القصيرة ولن أقدم إلى غيرها، وأؤمن تمامًا أن المعارف موجودة في العقل البشري، وتكمن التحديات في كيفية إزالة المشوشات الخارجية» ثم قرأ بعض نصوص مجموعته القصصية«بطاقة حي بن يقظان»، و التي تعبر عن حالة الحيرة التي تغلب على الإنسان.

معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.

ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.

ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
 

وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.

وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة