استضافت قاعة «فكر وإبداع» مساء اليوم الثلاثاء ندوة لمناقشة أعمال المستشار محمد الدمرداش، نائب رئيس مجلس الدولة، ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.
أدارت الندوة الكاتبة دكتور عزة هيكل، أستاذ الأدب المقارن، حيث تناولت أبرز أعمال المؤلف وتسليط الضوء على طرحه الأدبي والفكري.
في مستهل الندوة، رحبت دكتور عزة هيكل بالحضور، مشيدةً بالمسيرة الأدبية للمستشار محمد الدمرداش، والتي تميزت بتقديم حقائق تاريخية بأسلوب سردي شيق يمزج بين القصة والرواية.، وأشارت إلى أن المؤلف استطاع معالجة قضايا تاريخية وإسلامية بأسلوب مبسط يجعلها قريبة إلى القراء، مقترحةً أن يتم تقديمها للطلاب بأسلوب شيق لتعريفهم بالثقافة الإسلامية والعربية.
وأكدت دكتور هيكل أن الكاتب تناول في أعماله مرحلة شائكة في تاريخ الأمة الإسلامية، خاصة في مصر التي تضم العديد من أضرحة آل البيت دون أن يؤثر ذلك على الهوية الدينية الوسطية لمجتمعها.
وأضافت أن المؤلف قدم رؤية تاريخية بأسلوب أدبي أقرب إلى الرواية، مستعرضةً شخصيات مثل سيدنا معاوية بن أبي سفيان وسيدنا عمرو بن العاص، وتناولت التحولات الفكرية والسياسية التي شهدتها هذه الفترة، كما ناقشت المعارك الكبرى مثل صفين والنهروان وتأثيرها على الأمة الإسلامية.
أشارت دكتور هيكل أيضًا إلى الحوار الذي دار بين السيدة عائشة والسيدة فاطمة، والذي يعكس البُعد الأدبي للرواية، كما تحدثت عن تصوير المعارك التاريخية بدقة، مما جعل العمل متكاملًا من الناحية السردية والتوثيقية.
وأثنت على جهود الكاتب في تسليط الضوء على الصراع بين الإيمان والشرعية، معربةً عن إعجابها بتناوله لموضوعات حساسة بأسلوب روائي محكم.
و استعرض المستشار محمد الدمرداش أعماله الإبداعية، ومنها رواية «ألا في الفتنة سقطوا» و«حمزة لا بواكي له»، متحدثًا عن خلفياتها التاريخية والبحث الدقيق الذي تطلبه إنجازها.
وشرح كيف تعمق في دراسة شخصية سيدنا حمزة بن عبد المطلب، حيث تطلب منه البحث عدة أشهر لجمع المعلومات من مختلف المصادر التاريخية، مشيرًا إلى أن الرواية خضعت لمراجعة دقيقة من الأزهر الشريف للتأكد من صحة المعلومات الواردة بها.
وتحدث عن الأحداث التي تناولها في روايته، ومنها المعارك التي خاضها الإمام علي بن أبي طالب، والصراع بين معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص، والتطورات السياسية في العصر الإسلامي المبكر، وأوضح أن الكتاب يجمع بين السرد التاريخي الدقيق والبعد الروائي، مما يجعله عملًا مميزًا في مجال الأدب التاريخي.
واختتمت الندوة بحفل توقيع لعدد من مؤلفات المستشار محمد الدمرداش، حيث شهد الحفل إقبالًا كبيرًا من الجمهور لاقتناء أعماله والتوقيع عليها.
معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025
ويقام معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، الذي تنظمه الهيئة العامة المصرية للكتاب، في الفترة من 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وأعلن لأول مرة عن ضيفي شرف المعرض في الدورتين 2026، و2027، وهما رومانيا وقطر كما أعلن إطلاق مبادرة المليون كتاب ضمن فعاليات المعرض هذا العام.
ويشهد المعرض استحداثات جديدة لأول مرة ومن بينها جناح مجاني لاتحاد الناشرين الذي تشارك فيه دور النشر الناشئة وذلك بهدف دعم صناعة النشر، بالإضافة إلى استحداث قاعة جديدة لتكون عدد قاعات معرض الكتاب فى دورته الجديدة 6 قاعات بدلًا من 5 قاعات، بالإضافة إلى أجنحة للكتب المخفضة.
ووقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية معرض القاهرة الدولي للكتاب، والكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل، وجاء شعار المعرض هذا العام بعنوان «اقرأ.. في البدء كان الكلمة».
وتحل دولة سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، وتشارك ببرنامج ثقافي متنوع يعكس التاريخ الثقافي والفكري للسلطنة، ويسلط الضوء على العديد من الجوانب التاريخية والتراثية والفكرية بها.
وتشهد الدورة الحالية نقلة نوعية تستحق التقدير، سواء من حيث التنظيم أو المُشاركة الدولية والمحلية، وتقام الدورة الحالية للمعرض على مساحة 55 ألف متر مربع، بإجمالي مساحة تضم 6 صالات للعرض، ويصل عدد الناشرين والجهات الرسمية المصرية والعربية والأجنبية المشاركة إلى 1345 دار نشر، من 80 دولة من مختلف دول العالم، كما يبلغ عدد العارضين 6150 عارضًا هذا العام، يعرضون تنوعًا ثريًا من الإصدارات الأدبية والفكرية.
ويضم البرنامج الثقافي للمعرض ما يقرب من الـ 600 فعالية متنوعة تشمل ندوات أدبية وحوارات فكرية وعروضًا فنية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.
ويُعد معرض القاهرة الدولي للكتاب من أكبر معارض الكتاب في الشرق الأوسط، وفي عام 2006 م اعتبر ثاني أكبر معرض بعد معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، زار المعرض في دورته السابقة الـ55 4,785,539 زائر.
وانطلق المعرض لأول مرة في عام 1969م، حينما كانت القاهرة تحتفل بعيدها الألفي، فقرر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة الاحتفال بالعيد ثقافيًا، فعهد إلى الكاتبة والباحثة الراحلة سهير القلماوي بالإشراف على إقامة أول معرض للكتاب في مصر.
وأوضح أن ريادة مصر تعتمد في جوهرها على العلم والمعرفة وموقعها المتميز كمركز للثقافة والفكر، ومن هنا تأتي الدعوة لكل فئات الشعب المصري لتوجيه طاقاتهم نحو القراءة والتعمق في المعرفة، لتنوير العقول والاستفادة من ثمار الفكر الإنساني.