أكد الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تعكس نهجًا غير منطقي يتعارض مع القوانين الدولية والمواثيق الأممية وما توصلت إليه الشرعية الدولية فهو يريد السيطرة على قطاع غزة وتحويلها إلى ما وصفه بـ"ريفيرا"، فهو أمر غريب وشاذ، مشبهًا هذه التوجهات بأساليب تاريخية عفى عليها الزمن مثل الغزوات التتارية والحروب الصليبية والحروب العالمية.
وأوضح البرديسي في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء إلى الأردن أو سيناء، هو أمر مرفوض بشكل قاطع من قبل كل الأطراف المعنية، فالفلسطينيون يرفضون التهجير، وكذلك مصر والأردن يرفضون رفضا قاطعا، لذلك هو يريد اللجوء إلى التهجير الطوعي بمنح حوافز للدول.
وشدد على أن الفلسطينيين متمسكون بأرضهم رغم الدمار الذي يواجهونه يوميًا، ورغم الدمار في قطاع غزة سادت الفرحة على الفلسطينيين الذين نزحوا جراء الحرب الإسرائيلية، بعد عودتهم إلى منازلهم، مضيفا أن محاولات فرض التهجير الطوعي عبر تقديم حوافز لا يمكن أن تغير من حقيقة الرفض الفلسطيني والعربي لهذه المخططات.
وأشار إلى أن هذه التصريحات تمثل تصعيدا وتطرفا وإرهابا ليس من إسرائيل ولكن من قبل الدولة الأمريكية، مشددا على ضرورة اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة هذه التهديدات، يدعم الموقف المصري الأردني الرافض للتهجير.
وشدد على أن مصر والأردن تقفان في مقدمة الدول الرافضة لأي محاولات لفرض واقع جديد على القضية الفلسطينية، مؤكدا أن الوقت قد حان لإعادة النظر في العلاقات مع الولايات المتحدة، خاصة إذا استمرت هذه السياسات التي تزعزع استقرار المنطقة.
ولفت إلى إمكانية اللجوء إلى حلول دبلوماسية في المرحلة الأولى، مثل عقد لقاءات مباشرة مع الإدارة الأمريكية لإيضاح خطورة هذه التحركات على الأمن الإقليمي وأنه آن الأوان لحل القضية بشكل عادل واعتراف بالحقوق الفلسطينية والعرب لديهم الكثير من الأوراق والقدرات شريطة وجود مسار يفضي إلى إعلان الدولة الفلسطينية، موضحا أنه إن لم يستجب ترامب فهناك إجراءات أخرى، واتخاذ إجراءات تصعيدية إذا لم يكن هناك تجاوب حقيقي مع المطالب العربية بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية منها إعادة النظر في العلاقات الثنائية وغيرها من الإجراءات.