بين وعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي وحديث حركة حماس عن محاولة لقتل الأسرى لديها، تمت الدفعة الخامسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والتي شهدت الإفراج عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين، مقابل 183 أسيرًا فلسطينيًا.
الدفعة الخامسة من صفقة التبادل
أفرجت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، اليوم السبت، عن ثلاثة أسرى إسرائيليين، حيث سلمتهم للجنة الدولية للصليب الأحمر، وذلك ضمن الدفعة الخامسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
والأسرى الثلاثة، الذين أفرجت عنهم "القسام"، هم: إلياهو داتسون يوسف شرابي، وأور إبراهم ليشها ليفي، وأوهاد بن عامي، وبذلك تكون قد أفرجت عن 16 أسيرًا إسرائيليًا منذ سريان الاتفاق في الـ19 من يناير الجاري.
ووجه الأسرى المفرج عنهم رسالة شكر لكتائب القسام، وأعربو عن غضبهم من حكومة بلادهم، حيث قال أحدهم: "حافظت كتائب القسام علينا ومنحتنا الطعام والشراب والدواء على مدى 16 شهرًا في غزة"، بينما قال آخر: "أنا غاضب جدًا من حكومة إسرائيل، حكومة الفشل، التي فشلت في السابع من أكتوبر، وفي الحفاظ على الأسرى".
وتمت علمية التسليم في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، بحضور مئات الفلسطينيين وانتشار مكثف لعناصر "القسام" في موقع تسليم الأسرى وهم يحملون أسلحة متنوعة.
وكشف الجيش الإسرائيلي من جهته عن وصول الأسرى الثلاثة المطلق سراحهم إلى نقطة الاستيعاب الأولى في قاعدة "رعيم" العسكرية بمحاذاة قطاع غزة، بعدما سلمهم الصليب الأحمر إليه برفقة جهاز "الشاباك".
من جانبها، أكدت حركة حماس، اليوم السبت، التزام "المقاومة الفلسطينية" بالقيم الإنسانية وأحكام القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع الأسرى، موضحة أنها بذلت جهدًا كبيرًا للحفاظ على حياتهم رغم القصف "الصهيوني" ومحاولات ما أسمته بـ"مجرم الحرب نتنياهو" استهدافهم وتصفيتهم، وفق قولها.
وقالت حماس، إن شعبنا الفلسطيني يؤكد التفافه العظيم حول المقاومة وتحدي الاحتلال، رفضه لكل مشاريع "ترامب" بالتهجير والاحتلال، وعزمه الراسخ على إفشالها.
وأوضحت حماس، أن "رسائل المقاومة حول اليوم التالي، تؤكد أن يد شعبنا ومقاومته ستبقى العليا"، مؤكدة أن اليوم التالي هو فلسطيني بامتياز، يقربنا أكثر من العودة والحرية وتقرير المصير، في إشارة إلى اللافتة التي رفعتها كتائب القسام عند المنصة الرئيسية لتسليم الأسرى، وكتب عليها "نحن اليوم التالي".
وفي المقابل، أفرجت إسرائيل عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، 42 منهم من الضفة الغربية، و3 من القدس، و138 من قطاع غزة، من بينهم 111 اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر 2023.
وفور الإفراج عنهم، نُقل أربعة أسرى منهم إلى المستشفى الاستشاري بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية، "لتلقي العلاج، بسبب وضعهم الصحي الصعب"، وفق ما جاء في بيان صادر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
ومعلقًا على عملية تسليم الأسرى الإسرائيليين، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن "المشاهد الصادمة التي شاهدناها اليوم لن تمر مرور الكرام"، متعهدًا "بإعادة جميع الأسرى والمفقودين".
بينما اعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، الصور التي التقطت أثناء إطلاق سراح الأسرى، اليوم، دليل آخر على أن ذويهم ليس لديهم وقت، داعية إلى إخراج الجميع من هناك حتى آخر واحد.
وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جاء بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.