يواصل الصعود المتنامي للملياردير الأمريكي إيلون ماسك في إدارة الرئيس دونالد ترامب إثارة الجدل في الأوساط الأمريكية، بقدر ما يثيره رئيسه في الأوساط العالمية، وذلك نظرًا لحصوله على صلاحيات استثنائية، في إطار الوزارة التي يقودها.
ويتزايد الحديث عن دور ماسك المتزايد، في الأيام القلية الماضية، بعد تقارير إعلامية أشارت إلى أنه وموظفون تابعون له بوزارة "الكفاءة الحكومية" التي يقودها، سيطروا على نظام المدفوعات في وزارة الخزانة الأميركية، والذي يدير تعاملات بتريليونات الدولارات كل عام.
يأتي هذا إلى جانب تقارير أخرى تحدثت عن أنه استبدل موظفين في وزارة الخزانة يتولون مناصب رئيسية بآخرين شبانًا يعملون في عملة "دوج" المشفرة، حتى يتمكن لفريقه الوصول إلى أنظمة تقتصر عادة على موظفين محترفين.
وقد أثارت تلك التصرفات موجة من الاستياء في الأوساط الأمريكية، خصوصًا لما يسفر عنها من وصول أشخاص مثل ماسك وموظفيه إلى مركز تدفق أموال الحكومة، معتبرين ذلك يرقى إلى الاستيلاء غير القانوني على السلطة.
وعلى أثر ذلك، أصدر قاض فيدرالي، أمرًا قضائيًا أوليًا بمنع وزارة الكفاءة الحكومية الأمريكية التي يقودها ماسك، من الوصول إلى سجلات وزارة الخزانة.
وجاء ذلك بعد أن قام 19 مدعيًا عامًا ينتمون للحزب الديمقراطي برفع دعوى قضائية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استنادًا إلى أنه سمحت لفريق ماسك بالوصول إلى نظام الدفع المركزي لوزارة الخزانة في انتهاك للقانون الفيدرالي.
تتزامن تلك التصرفات من ماسك، مع جهود حثيثة يقودها لإغلاق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بذريعة أنه "لا يمكن إصلاحها"، وهي تعد أكبر جهة مانحة منفردة في العالم، حيث قدمت في السنة المالية 2023 نحو 72 مليار دولار من المساعدات على مجالات واسعة.
وعقب حديث ماسك الفائت، صرح الرئيس دونالد ترامب، بأن الوكالة الأمريكية للتنمية يجب أن "تغلق"، زاعمًا أنها تقود اليسار الراديكالي الذي أسماه بـ"المجنون".
ذلك الدور المتصاعد لـ"ماسك"، دفع مجلة "التايم" الأمريكية إلى وضعه على غلافها، وهو يجلس على المكتب البيضاوي، في إشارة إلى أنه أصبح الرئيس.
وغاضبًا من المجلة، قال ترامب معلقًا على "الغلاف":"أما زالت مجلة تايم تعمل؟ لم أكن أعرف ذلك"، وبالتأكيد هو يعلم أن المجلة تعمل، حيث تفاخر منذ شهرين لأنها اختارته شخصية العام ووضعت صورته على غلافها.
![](/media/news/2025/2/8/2025-638746271740513874-51.jpg)
ومنذ فوز الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي، قام "ماسك" بأدوار مختلفة في الإدارة الأمريكية على الصعيدين الداخلي والخارجي، رغم أن دوره ينحسر في وزارة "كفاءة الحكومة" التي تعمل على تقليل الإنفاق الفدرالي المهدر.
وسبق أن علق الرئيس الأمريكي حول دور ترامب المتصاعد، بالقول:"إن الملياردير إيلون ماسك لا يستطيع ولن يفعل أي شيء دون موافقة إدارته وسنمنحه الموافقة حيثما كان ذلك مناسبًا، وحيثما لا يكون مناسبًا، فلن نفعل ذلك".