يجد العديد من الأسر الذين يعلمون أبنائهم في المدارس الأجنبية، أنفسهم أمام تحدٍ كبير، ففي حين أنها توفر لهم تعليم متميز ولغات أجنبية، يخشون على هوية أولادهم الثقافية وقيمهم الأصيلة، حيث قد يتلقون بعض المفاهيم التي لا تتوافق مع ثقافة المجتمع، ولذلك نتساءل كيف يمكننا أن نحمي طلابنا من الانسياق وراء المفاهيم المغلوطة؟ وكيف نرسخ فيهم حب الوطن والانتماء إليه؟.
من جهته يقول الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، وأستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، لا شك أن المدارس الأجنبية في مصر تجذب أعدادا كبيرة من الطلاب، باعتبارها تقدم تعليم حديث متميز، وتتبع نظم تعليم عالمية متميزة، ومع ذلك فهؤلاء الأبناء أكثر احتمال للتعرض لمفاهيم مغلوطة ولا تتسق مع قيم المجتمع المصري، الأمر الذي يقتضي بذل الجهود لتوعية الأولاد بخطورة ذلك وعدم الانسياق ورائه، من خلال تضافر جهود مختلف وسائل التنشئة الاجتماعية واتباع بعض الأساليب التي تشمل :
- تنمية القيم الأخلاقية والدينية لدى الطلاب في الأسرة منذ المراحل العمرية الأولى.
- فرض الوالدين نوعا من الرقابة غير المباشرة على محتوى أحاديث أبنائهم، والتدخل بشكل هادئ عند ملاحظة اي شذوذ في افكارهم، وتوعيتهم بخطئها.
- فرض وزارة التربية والتعليم رقابة على تلك المدارس (مناهجها، ومعلميها)، لضمان عدم وجود أي اشياء شاذة بها.
- حيث أن تلك المدارس تدرس مقررات خاصة باللغة العربية، فلابد من التركيز في محتويات تلك المقررات على توضيح القيم التي تتسق مع مجتمعنا وتلك التي لا تتسق.
-إتاحة بيئة أمنة للطلاب سواء في المدرسة أو المنزل، للحديث عن أو مناقشة اي افكار أو مفاهيم شاذة وبيان مدى خطئها من خلال تقديم الأدلة المختلفة سواء العقلية أو الواقعية.
- تنمية مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب، بحيث لا يتقبلون اي شيء دون نقده.
- عمل حملات إعلامية تركز على إبراز المفاهيم المغلوطة، والتي تنتشر بين الحين والأخر.
- عمل ندوات توعوية داخل المدارس الدولية بحضور بعض رجال الدين والمتخصصين في علم النفس، للتوعية بمدى تعارض بعض الأفكار مع القيم الدينية والثقافية المصرية، وأن القيم نسبية فما قد يكون طبيعيا في مجتمع ما قد لا يكون كذلك في مجتمع أخر.
- استضافة بعض الخبراء في البرامج الاعلامية المختلفة، لتناول أبرز المفاهيم المغلوطة ووأدها بالحجة والمنطق قبل انتشارها.