في ظل استفزازات وتصريحات مضللة من الجانب الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية، جاءت بيانات وزارة الخارجية حاسمة وواضحة لتؤكد موقف مصر تجاه العديد من القضايا وعلى رأسها رفض مخططات التهجير القسري للشعب الفلسطيني والسيطرة على قطاع غزة، وكذلك رفض التصريحات الاسرائيلية المنفلتة تجاه المملكة العربية السعودية الشقيقة.
بيانات وزارة الخارجية
وفي بيان أمس لوزارة الخارجية، أعربت مصر العربية عن استهجانها للتصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي لإحدى القنوات الإعلامية الأمريكية التي تتضمن ادعاءات وتضليل متعمد ومرفوض يتنافى مع الجهود التي بذلتها وتبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة وقيامها بإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الفلسطيني وآخرها أكثر من 5 آلاف شاحنة من مصر منذ وقف إطلاق النار وتسهيل عبور الجرحى والمصابين ومزدوجي الجنسية.
وأكدت مصر على أن تلك التصريحات تستهدف التغطية وتشتيت الانتباه عن الانتهاكات الصارخة التي ارتكبتها إسرائيل ضد المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية الفلسطينية من مستشفيات ومؤسسات تعليمية ومحطات كهرباء ومياه الشرب، فضلاً عن استخدام الحصار والتجويع كسلاح ضد المدنيين.
كما أعربت مصر عن رفضها التام لأية تصريحات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر أو الاردن أو السعودية، وتعرب عن تضامنها مع ابناء غزة البواسل الذين يتمسكون بأرضهم رغم كل ما يتعرضون له من أهوال للدفاع عن قضيتهم العادلة والمشروعة، كما تؤكد على التمسك بالثوابت المصرية والعربية الراسخة والمرتكزة على حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته على حدود الرابع من يونيو عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي بيان أول أمس، أدانت مصر العربية بأشد العبارات التصريحات غير المسئولة والمرفوضة جملة وتفصيلا الصادرة عن الجانب الإسرائيلي والتي تحرض ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة وتطالب ببناء دولة فلسطينية بالأراضي السعودية في مساس مباشر بالسيادة السعودية وخرق فاضح لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة رفضها بشكل كامل هذه التصريحات المتهورة والتي تمس بأمن المملكة وسيادتها، وتؤكد على أن أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها هو خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به وبعد استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية لا تهاون فيه.
وشددت على أن هذه التصريحات الإسرائيلية المنفلتة تجاه المملكة العربية السعودية تعد تجاوزا مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة وافتناناً على سيادة المملكة العربية السعودية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وفقاً لخطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وتؤكد مصر على وقوفها إلى جانب المملكة العربية السعودية بشكل كامل ضد هذه التصريحات المستهترة، وتدعو المجتمع الدولي إلى إدانتها وشجبها بشكل كامل.
كذلك جاء الرد المصري واضحا ورافضا لأي طرح أو تصور يستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال التهجير، بعد التصريحات الصادرة من عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية حول بدء تنفيذ من مخطط لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، وبما يا بعد خرافة صارخا وسافرا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والأبسط حقوق المواطن الفلسطيني، ويستدعي المحاسبة.
وضوح وصرامة الموقف المصري
ويقول السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن البيانات المصرية الصادرة عن وزارة الخارجية اتسمت بالقوة والوضوح والصرامة وواضحة للعالم أجمع، مضيفا أن مصر ترد بشكل حاسم والعالم يثق في رؤيتها وموقفها، فهي لا تدافع عن نفسها ولكن تؤكد موقفا الثابت والمعروف للجميع تجاه القضية الفلسطينية التي هي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وكذلك فالأمن القومي العربي هو جزء من أمن مصر القومي.
وأضاف في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الجانب الإسرائيلي يصدر تصريحات استفزازية والعالم يدرك حقيقته ككيان محتل يرتكب جرائم ضد الإنسانية، والموقف المصري ثابت، مشيرا إلى أن البيانات المصرية الصادرة عن وزارة الخارجية كانت حاسمة، وأكدت مرتكزات الدبلوماسية المصرية، ففيما يخص المملكة العربية السعودية أكدت أن أمن المملكة هو خط أحمر لا يسمح بالمساس به.
ولفت إلى أن الموقف المصري كان ضروريا للتضامن مع المملكة العربية السعودية، حيث كان ضروريا تأكيد ذلك لأن التضامن ووحدة الصف العربي سلاح قوي لإدحاض كل المزاعم والمبادرات الغريبة التي تخرج من الجانب الإسرائيلي بشأن القضية الفلسطينية وقطاع غزة والأطروحات المرفوضة.
وأشار إلى أهمية الدور المصري في الوقت الراهن لتوحيد الصف العربي، والدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وستكون القمة العربية المقبلة في القاهرة نهاية الشهر الجاري أبلغ رد على ذلك، ودليل على أن مصر تعمل بكل جهد وجدية لتوحيد الصف العربي، ويأمل الجميع أن تخرج القمة بمخرجات تتناسب مع خطورة الموقف الراهن.
رد سريع لتأكيد موقف مصر
ومن جانبه قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن بيانات وزارة الخارجية المصرية حملت موقفا حاسما وقويا، وأهم ما ميزها أنها صدرت بسرعة دون أدنى انتظار لتأكيد الموقف المصري الرافض لكل مخططات التهجير واستهداف القضية الفلسطينية، والرافض لكل الاستفزازات الإسرائيلية التي تحاول النيل من حقوق الشعب الفلسطيني والسيطرة على غزة وتهجير الفلسطينيين.
وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن بيانات وزارة الخارجية مع تحركات الدبلوماسية المصرية والمباحثات التي يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسي مع كافة الزعماء والمسؤولين في العالم، جميعها متكاملة وتؤكد الموقف المصري والجهود لمواجهة التحديات الراهنة والتهديدات التي تحيط بالقضية الفلسطينية والمنطقة العربية، وستكون القمة العربية المقبلة في القاهرة تأكيدا لهذه الجهود.
وأشار إلى أنه من المهم التعامل مع التهديدات بهدوء ودبلوماسية واستمرار قنوات التواصل مع كل الأطراف لاستكمال بنود الهدنة وإيصال المساعدات لقطاع غزة، مشيرا إلى أن الدبلوماسية المصرية هادئة ومحترفة يقودها محترفون والجهود تكمل بعضها البعض.
وشدد على أن القمة العربية الطارئة المقبلة مهمة ونجاحها يرتبط بعدة عوامل ومنها مشاركة كافة الرؤساء وكذلك الاتفاق على جدول الأعمال والبيان المشترك وما يصدر عنها من قرارات وإجراءات تعكس وحدة الصف العربي.