الأربعاء 29 مايو 2024

كلمة العدد

4-3-2017 | 10:29

أثار مقتل شاب فى حادث بلطجة بأحد المقاهى ضجة أعادت إلى الأذهان صورة الفتوة والمقارنة بينه وبن البلطجى حيث كان الأول يمثل قوة المظلوم ونصرة الضعيف أما الأخير فيمثل قوة البطش وسطوة الظلم وهى مسألة طرحها أديبنا العالمى الراحل نجيب محفوظ، فى مرحلة الثمانينيات تحديدا،ً فى عمله الأدبى «الحرافيش .»

وأثبتت الأيام الخوالى بكل ما حملته من قسوة وقهر أنها كانت أهون وأجمل وأخف من سوط العنف الذى يلهب حياتنا فى الزمن الحالى، فقد استطاعت السينما الهوليوودية عبر سنوات طويلة أن تصدر لنا ثقافة العنف وكرست لها بدا من أف ام الكاوبوى حتى أف ام حرب الكواكب، فتلاشى نموذج الفتوة الطيب وولد من رحم مجتمعنا نموذج يفتقد القيم والأهداف، عرفناه ب «البلطجى » أو «البودى جارد »، الذى يعمل لصالح بعض الأغنياء والنجوم والمشاهير بدون أية منظومة قيمية أو أخلاقية.

وهنا نتساءل لماذا عجزنا عن وقف عنف البلطجة رغم تخمة القوانن التى تعاقب مرتكب تلك الجريمة بأشد العقاب ولماذا عجز أيضا خبراء علم الاجتماع عن رصد أسباب تحول الفتوة إلى صورة البلطجى وهل تنقذنا تلك الصحوة المزيفة التى تعقب كل حادث من بطش تلك الفئة؟ أسئلة كثيرة تدور فى عقول الكثيرين وتؤرق أمن الأسر نطرحها على المسئولين وأهل الاختصاص فى محاولة للبحث عن حل ناجح لوقف تلك الجرائم خاصة فى وقت ندعو فيه للرواج السياحى والترحيب بضيوف مصر.