الأربعاء 19 فبراير 2025

عرب وعالم

صحيفة عمانية: مؤتمر ميونيخ للأمن مؤشر على جودة العلاقات عبر الأطلسي

  • 14-2-2025 | 13:37

مؤتمر ميونيخ للأمن

طباعة
  • دار الهلال

قالت صحيفة "مسقط ديلي" العمانية إن العلاقات الوثيقة تقليديا بين الولايات المتحدة وأوروبا هي السمة المميزة لمؤتمر ميونيخ للأمن لعقود من الزمان وعلى الرغم من بعض الاختلافات فقد كانت هناك دائما أسس متينة وعمل الجميع معا بشكل جيد واحترم بعضهم البعض.

وأشارت الصحيفة- في سياق مقال تحليلي - إلى أنه منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنصبه مؤخرا بدأت هذه الثقة بين الولايات المتحدة وأوروبا في الانهيار ، ولهذا السبب يعمل المؤتمر - المقرر أن يبدأ أعماله اليوم الجمعة - كمؤشر على مدى جودة العلاقات عبر الأطلسي. 

ولفتت إلى أنه هناك أمر واحد مؤكد، وهو أن رياحا مختلفة تهب الآن من واشنطن بعد الأسابيع القليلة الأولى من ولاية ترامب الثانية كرئيس للولايات المتحدة، موضحة أن "أمريكا أولا" هو شعار ترامب الثابت، حتى لو كان ذلك على حساب حلفائه.

ووفقا لصحيفة "مسقط ديلي" ، تشكل هذه التوترات بعض المناقشات التي ستُعقد في قاعات المؤتمرات في فندق "بايريشر هوف" في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث يجتمع كبار رجال السياسة والقادة العسكريون والخبراء من 14 إلى 16 فبراير.

ومن المتوقع أن يحضر 60 رئيس دولة وحكومة مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي يعتبر المنتدى الأكثر أهمية في العالم للسياسة الأمنية.. ومن الإدارة الأمريكية الجديدة، أكد نائب الرئيس جيه دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو حضورهما، ولكن وزير الدفاع الأمريكي الجديد بيت هيجسيث لن يحضر.

بالإضافة إلى ذلك، أعلن رئيس المؤتمر كريستوف هوسجن أنه من المتوقع حضور أحد أكبر الوفود من الكونجرس الأمريكي على الإطلاق لمؤتمر ميونيخ للأمن، ومن بين الضيوف أيضا الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته.

ونوهت الصحيفة أن مؤتمر ميونيخ للأمن هو اجتماع غير رسمي لا يتم فيه اتخاذ أي قرارات، ولهذا السبب يشجع الحدث على تبادل مفتوح لوجهات النظر، ولا يجري تجاهل أي نزاعات.

ولقد وضع ترامب بالفعل نبرة جديدة أكثر حدة في العلاقات عبر الأطلسي، ففي إحدى تصريحاته خلال حملته الانتخابية قال ترامب "لقد تعرضنا للخداع من الدول الأوروبية سواء في التجارة أو في حلف الناتو"، ثم تابع قائلا لأوروبا "إذا لم تدفعوا فلن نحميكم".

ووفقا لترامب، فإن الاستثمار غير الكافي من الشركاء الأوروبيين في حلف الناتو في جيوشهم يشكل شوكة في خاصرته، كما انتقد ألمانيا مرارا وتكرارا بشأن هذا الموضوع، ففي السابق دفعت واشنطن أكبر نسبة من تكاليف حلف الناتو وعرضت على أوروبا حماية عسكرية موثوقة، ولكن يطالب ترامب الآن الحلفاء بإنفاق 5 % من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، بينما تكافح ألمانيا لتلبية نسبة 2 % التي تعتبر الآن الحد الأدنى المطلوب في حلف الناتو.

لقد أثبت الرئيس الأمريكي بالفعل أنه قادر على خفض انفاق الأموال الأمريكية بشكل كبير من المنظمات الدولية، وبحسب "تقرير ميونيخ الأمني"، برر معسكر ترامب هذا بالقول إن حتى القوة العالمية مثل الولايات المتحدة لديها موارد محدودة فقط ويجب أن تستخدمها لصالح بلدها، ويذكر التقرير "في الواقع أصبحت فكرة ندرة الموارد فرضية مركزية لتفكير السياسة الخارجية للحزب الجمهوري".

وتتوقع الصحيفة العمانية أنه قد يكون لهذا أيضا تأثير سلبي على المساعدات المقدمة لأوكرانيا، حيث قادت الولايات المتحدة الطريق سابقا، وبالتأكيد هناك الكثير من الموضوعات التي يمكن الحديث عنها بالنسبة للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ومبعوث ترامب إلى أوكرانيا كيث كيلوج المتوقع حضورهما في ميونيخ.

وفي الفترة التي سبقت المؤتمر، كانت الشائعات تدور حول أن كيلوج قد يقدم خطة إدارة ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا في مؤتمر الأمن، وردا على ذلك قال رئيس المؤتمر هيوسجن"نأمل أن يتم استغلال ميونيخ، ولدينا أيضا مؤشرات على أنه سيتم استخدامه لإحراز تقدم نحو السلام في أوكرانيا".

وأعرب هيوسجن عن أمله في أن تتشكل خطة سلام في ميونيخ، ومع ذلك أكد ضرورة الحفاظ على سلامة أراضي أوكرانيا وسيادتها.

في هذا السياق، لم تتم دعوة ممثلي الحكومة الروسية مرة أخرى إلى مؤتمر ميونيخ للأمن، وأكد هيوسجن أن الشرط الأساسي للدعوة هو "الاستعداد للحوار"، وقال "طالما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعترف بالحكومة في كييف أو زيلينسكي، فلا أعتقد أن مثل هذا الحوار ممكن"، ومع ذلك، فإن ممثلي المعارضة الروسية والمنظمات غير الحكومية مرحب بهم في ميونيخ.

كما تطرقت صحيفة "مسقط ديلي" إلى تهديدات ترامب بضم أراض بالقوة إذا لزم الأمر ومنها جزيرة "جرينلاند" التي تعد جزءا من الدنمارك، وقالت إن هذه التهديدات أثارت حالة من القلق والغضب في أوروبا.

ويقف نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس وراء خطط ترامب للتوسع، وإذا أعاد التأكيد على هذه الخطط في ميونيخ، فمن المرجح أن يواجه معارضة شرسة وخاصة من ممثلي الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية.

وردًا على تهديد ترامب، حثت أوروبا الولايات المتحدة على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، وعلق المستشار الألماني أولاف شولتس قائلا "إن سلامة الحدود مبدأ أساسي من مبادئ القانون الدولي، ويجب أن ينطبق هذا المبدأ على الجميع".
كما أكد رئيس المؤتمر هويسجين مرارا أهمية القانون الدولي قبل المؤتمر، وقال "في رأيي لا يوجد بديل أفضل للنظام المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة