انطلقت فعاليات مؤتمر ميونخ للأمن بعد ظهر اليوم الجمعة، وتستمر على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 50 من رؤساء الدول والحكومات، و150 وزيرًا، وقادة المنظمات الدولية وشخصيات مهمة، من 110 دولة حول العالم.
وسيناقش المؤتمر مستقبل النظام العالمي، وإصلاحات الحوكمة متعددة الأطراف، والصراعات الإقليمية، والتحديات العابرة للحدود مثل المناخ وانعدام الأمن الغذائي. ومن المقرر أن يستعرض تقرير "ميونخ للأمن 2025" العواقب بعيدة المدى لـ"التعددية القطبية" في النظام الدولي.
وسيضطلع كبار المسؤولين في الأمم المتحدة بدور مهم في المؤتمر، إذ سيؤكدون على التزام المنظمة بتعزيز الحوار والتعاون الدوليين. ومن بين الحاضرين المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي؛ والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس؛ والمفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، الذي سيعقد مؤتمرًا صحفيًا يوم غد السبت، في تمام الساعة 2 مساءً بتوقيت ميونخ المحلي.
ويقام مؤتمر هذا العام في ظل تصاعد التوترات في مناطق مُتعددة. وسيحضر المؤتمر نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس ووزير الخارجية الأمريكي روبيو والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.
ومؤتمر ميونخ للأمن 2025 هو أول قمة عالمية كبرى، منذ تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الـ 20 من الشهر الماضي، وتأتي وسط تكهنات بأن أجندته "أمريكا أولاً" قد تنذر بتغييرات كبيرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وإلى جانب الشرق الأوسط والحرب الروسية ضد أوكرانيا، تشمل الموضوعات المهمة الأخرى مستقبل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، والإنفاق الدفاعي العالمي، وتحديات الأمن السيبراني.
كما سيتناول المؤتمر التوترات المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والاستجابة الدولية للصراعات الجارية في السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي هذا السياق، أبرزت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم /الجمعة/، التوسع الكبير في قائمة المشاركين بمؤتمر ميونخ الأمني لهذا العام، حيث لم يعد يقتصر على المسؤولين من ألمانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة فقط، بل شمل أيضًا ممثلين من الصين بالإضافة إلى شخصيات من دول إفريقية وأمريكية جنوبية.
وعلى الرغم من هيمنة المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين على الحضور، لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه الدورة من المؤتمر شهدت تنوعًا ملحوظًا في الوفود المشاركة، وهو ما يعكس تحولًا في الاهتمام الأمني العالمي إلى مناطق جديدة.
واحتضن فندق بايريشير هوف في ميونخ هذا العام وفودًا متنوعة، مما يعكس تنامي أهمية المؤتمر على الساحة الدولية.
من ناحية أخرى، غاب عن المؤتمر ممثلون عن الحكومة الروسية، التي لم تتم دعوتها منذ حربها الشاملة على أوكرانيا في 2022.
وبينما سيكون هناك حضور سياسي كبير من الأحزاب الرئيسية في ألمانيا، إلا أن الأحزاب اليمينية المتطرفة مثل حزب البديل من أجل ألمانيا والتحالف اليساري المتشدد بقيادة ساهرا فاجنكنخت لم تتم دعوتهما أيضًا.
كما يشارك في المؤتمر عدد من رؤساء الشركات الكبرى، مما يسلط الضوء على الدور المتزايد للقطاع الخاص في القضايا الأمنية العالمية.
ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت تشهد فيه العلاقات عبر الأطلسي أسئلة وجودية حول مستقبل التحالف بعد محاولات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإبرام اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن أوكرانيا دون مشاركة قادة أوروبا وكييف، مما أثار قلقًا متزايدًا حول مستقبل التعاون الغربي.