تتواصل محطات اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، بعد أن كانت أقرب إلى الانهيار، إلا أن جهودًا مضنية بذلت من الوسطاء أبقت عليه، حيث من المنتظر أن يشهد غدًا السبت إتمام الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي بدأ سريانه في الـ19 من يناير الماضي.
الدفعة السادسة
تفرج كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، غدًا السبت، عن ثلاثة أسرى إسرائيليين، ضمن الدفعة السادسة من صفقة التبادل في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
ووفقًا لما أعلنته القسام، اليوم الجمعة، فإن الأسرى الثلاثة، هم: ساشا ألكسندر تروبنوف، وساجي ديكل حن، ويائير هورن.
من جانبه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن قائمة الأسرى التي وصلت من حماس مقبولة لدينا، وذلك على رغم من نفيه سابقًا التوصل إلى تفاهمات بشأن حل الأزمة مع حركة حماس، حول صفقة تبادل الأسرى.
بينما قال موقع "والا" العبري، إن الجهات المختصة بدأت بإبلاغ عائلات الأسرى الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم في قطاع غزة، وذلك بعد وصول القائمة من حركة حماس.
وفي غضون ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن ساجي ديكل يحمل الجنسية الأمريكية، وساشا ألكسندر توربانوف الذي يحمل الجنسية الروسية.
بدورها، أكدت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، اليوم الجمعة، على أهمية التوصل لاتفاق شامل وفوري دون مراحل أو تأخير لإعادة جميع الأسرى لدى حركة حماس.
وتتهم هيئة عائلات الأسرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعى إلى التنصل من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، في ضوء الحفاظ على مصالحه السياسية.
وفي مقابل ذلك، تفرج إسرائيل عن 36 أسيرًا محكومًا بالمؤبد و333 أسيرًا من قطاع غزة اعتقلوا بعد السابع من كتوبر 2023، بحسب ما أفاد به مكتب إعلام الأسرى.
انتهاك إسرائيل للاتفاق
والاثنين، أعلن الجناح العسكري لحركة حماس، عن إرجاء مرحلة التبادل هذه جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار.
وحددت حركة حماس أربعة خروقات إسرائيلية للاتفاق، وهي: تأخيرعودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف الفلسطينيين بالقطاع بالقصف وإطلاق النار عليهم، وإعاقة دخول متطلبات الإيواء، وتأخير دخول احتياجات القطاع الصحي.
ومن طرفهم، مارس الوسطاء ضغطًا على إسرائيل لإتمام تنفيذ كامل الاتفاق وإلزام الاحتلال بالبروتوكول الإنساني، وأيضًا استئناف عملية التبادل غدًا السبت، طبقًا لما ذكرته حماس أمس الخميس.
وعلى أثر ذلك، أكدت حركة حماس، استمرارها في موقفها بتطبيق الاتفاق بحسب ما تم التوقيع عليه، بما في ذلك تبادل الأسرى، وفق الجدول الزمني المحدد.
وكانت قناة القاهرة الإخبارية قد نقلت عن مصدر مصري مسؤول، أمس الخميس، قوله إن "جهودًا مصرية قطرية نجحت في تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة والتزام الطرفين باستكمال تنفيذ الهدنة".
وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 159 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق الذي جاء بواسطة مصرية قطرية ودعم أمريكي 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض لبدء المرحلة الثانية ثم الثالثة.
وتتعلق المرحلة الثانية من الاتفاق بعودة الهدوء المستدام التام، وتبادل أعداد أخرى من الأسرى والمحتجزين، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى خارج غزة.
أما المرحلة الثالثة، فتركز على بدء خطة إعادة إعمار غزة على مدى ثلاث إلى خمس سنوات، وتبادل جثامين ورفات الموتى الموجودة لدى الطرفين، وفتح جميع المعابر والسماح بحرية حركة الأشخاص والبضائع.