تحل اليوم ذكرى ميلاد أوكتاف ميربو، كان كاتبًا وصحفيًا وناقدًا فنيًا فرنسيًا بارزًا، اشتهر بأعماله الأدبية والمسرحية التي تناولت موضوعات اجتماعية وسياسية حساسة.
وُلد ميربو في تريفيير، نورماندي، فرنسا، 16 فبراير 1848، أمضى طفولته في قرية ريميلار ودرس في مدرسة يسوعية في فان، حيث أنهى تعليمه في سن الخامسة عشرة، شارك في الحرب الألمانية الفرنسية، وبعدها بدأ مسيرته المهنية كصحفي وناقد.
بدأ ميربو حياته المهنية بالكتابة في الصحف البونابرتية، ثم انتقل إلى نشر أعماله باسمه الحقيقي، معبرًا عن مبادئه الأخلاقية وقيمه الجمالية، انضم إلى الحركة الفوضوية ودافع عن قضايا مثل قضية دريفوس، مجسدًا دور المثقف الملتزم بقضايا مجتمعه، كان ناقدًا فنيًا مؤثرًا، دعم الفنانين الانطباعيين والتقدميين، وساهم في اكتشاف وترويج فنانين مثل فينسنت فان غوخ وكلود مونيه.
تنوعت أعمال ميربو بين الرواية والمسرح والمقالات النقدية. من أبرز رواياته: "يوميات خادمة" رواية تسلط الضوء على الفساد والنفاق في المجتمع الفرنسي من خلال عيون خادمة، "حديقة التعذيب": رواية تستكشف الجوانب المظلمة للطبيعة البشرية والعنف.
في مجال المسرح، كتب ميربو مسرحيات لاقت نجاحًا كبيرًا، مثل: "التجارة هي التجارة"، كوميديا تعري جشع الرأسمالية وتصور شخصية رجل أعمال لا يعرف الرحمة، "الرعاة السيئون"، مأساة بروليتارية تتناول صراع العمال وأصحاب العمل.
ترك ميربو بصمة واضحة في الأدب الفرنسي والعالمي، حيث تُرجمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة، تميزت كتاباته بجرأتها في تناول الموضوعات المحرمة وانتقادها اللاذع للفساد والنفاق الاجتماعي، كما ساهم في دعم وترويج الفن الحديث والفنانين الطليعيين في زمانه.