شهدت أسعار الفضة في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات شهر فبراير الجاري، حيث محت جميع مكاسبها التي سجلتها في بداية الشهر، رغم ارتفاع الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 3.2%.
أسعار الفضة في مصر
ووفقًا لتقرير مركز "الملاذ الآمن" (Safe Haven Hub)، فإن الفضة في السوق المحلي سجلت ارتفاعًا طفيفًا بقيمة جنيهين فقط، إلا أنها فقدت هذه المكاسب بنهاية الشهر، بينما تقلصت مكاسب الأوقية عالميًا إلى نحو دولار واحد.
هل تتفوق الفضة على الذهب؟
توقع التقرير أن يتفوق أداء الفضة على الذهب في عام 2025، مدعومًا بارتفاع الطلب ونقص المعروض، وهو ما قد يؤدي إلى استمرار ارتفاع الأسعار.
وأوضح أن هذه التوقعات تأتي في ظل زيادة الطلب الاستثماري والصناعي على الفضة، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة 23% خلال العام الماضي، بسبب نقص المعروض في الأسواق للعام الرابع على التوالي.
وعلى الرغم من أن الذهب يُعد الملاذ الآمن التقليدي، إلا أن الفضة تفوقت عليه في بعض الفترات، كما حدث في عام 2020، حين ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 50% متجاوزة مكاسب الذهب ومعظم فئات الأصول الأخرى، مدفوعة بحالة عدم اليقين التي أحدثها وباء كورونا.
وفي سياق متصل، تترقب الأسواق العالمية صدور محاضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء المقبل، والتي قد تحدد اتجاه السياسة النقدية وأسعار الفائدة، ما قد يكون له تأثير مباشر على تحركات أسعار المعادن الثمينة خلال الفترة المقبلة.
سعر جرام الفضة عيار 800
وأوضح التقرير أن سعر جرام الفضة عيار 800 بدأ تعاملات الشهر عند 42 جنيهًا، ولامس مستوى 44 جنيهًا، قبل أن يختتم التعاملات عند 42 جنيهًا مجددًا.
أما الأوقية فقد افتتحت عند 31.10 دولار، ووصلت إلى أعلى مستوياتها عند 33.39 دولار، لكنها أنهت التعاملات عند 32.13 دولار، متأثرة بعمليات جني الأرباح في الأسواق العالمية.
سعر جرام الفضة عيار 999
رغم التراجع في السوق المحلي، سجل سعر جرام الفضة عيار 999 نحو 53 جنيهًا، فيما بلغ سعر جرام الفضة عيار 925 نحو 49 جنيهًا، وسجل الجنيه الفضة من نفس العيار مستوى 392 جنيهًا.
وأشار التقرير إلى أن أسعار الفضة العالمية حققت أكبر ربح يومي لها منذ ثلاثة أشهر خلال تعاملات الجمعة الماضية، حيث ارتفعت إلى أعلى مستوى منذ أواخر أكتوبر، قبل أن تتراجع مجددًا إلى ما دون 33 دولارًا للأوقية بفعل عمليات جني الأرباح.
وأضاف التقرير أن التوقعات تشير إلى أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تعزز حالة عدم اليقين الجيوسياسي، خاصة فيما يتعلق بالتجارة والتعريفات الجمركية، وهو ما قد يدفع المستثمرين نحو المعادن الثمينة كوسيلة للتحوط، كما أن الفضة تلعب دورًا مهمًا في التحوط ضد التضخم المتزايد، وسط توقعات بزيادة الطلب الاستثماري عليها.
توقعات أسعار الفضة عالميا
في ظل تصاعد حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي، أشار التقرير إلى أن الطلب الصناعي المتزايد على الفضة قد يؤدي إلى إعادة تقييم الأسعار، خاصة مع استمرار نقص المعروض في الأسواق.
وأوضح أن الفضة تتميز بقدرتها على التحوط ضد الأزمات الاقتصادية والتضخم، بجانب استخدامها في التطبيقات الصناعية المتعددة، ما يجعلها خيارًا جاذبًا للمستثمرين الباحثين عن التنويع والاستقرار.
وذكر التقرير أن ارتفاع أسعار الفضة خلال الفترة الماضية جاء مدعومًا بالطلب القوي من قطاعي الكهرباء والتصنيع، حيث يعتمد أكثر من نصف الطلب السنوي على الفضة على الاستخدامات الصناعية في الإلكترونيات، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، والدفاع، والصناعات الطبية.
كما أشار إلى أن العوامل الاقتصادية الكلية، مثل التضخم، وأسعار الفائدة، والتوترات الجيوسياسية، تلعب دورًا رئيسيًا في تحديد مسار الأسعار.