أصبحت الكلمة المتداولة في العاصمة الأمريكية واشنطن هذه الأيام هي "المساءلة"، وسط ربطها من جانب البعض بضبط البيروقراطية الفيدرالية المفرطة، بينما يراها آخرون متعلقة بشخص إيلون ماسك نفسه أغنى رجل في العالم ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقائد ست شركات بارزة مثل تسلا وسبيس إكس؛ ما يثير تساؤلات حول مدى إمكانية محاسبته في ظل تأثيره الكبير.
وذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية - في تقرير اليوم /الأحد/ - أن تلك التساؤلات ظهرت بعد أن وقف ماسك إلى جانب ترامب في الجناح الغربي للبيت الأبيض ، بعد أن قدم تبرعات ضخمة لدعم الجمهوريين وحارب معاركهم السياسية وعزز رسائلهم عبر منصته الاجتماعية "إكس" تويتر سابقا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن التساؤلات تزايدت أيضا بعد أن انضم ماسك إلى نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس في التشكيك في سلطة المحاكم التي تتدخل بقراراته المتعلقة بتحسين الكفاءة الحكومية خلال قسم كفاءة الحكومة "دوج" الذي يقوده إيلون ماسك بهدف تقليل البيروقراطية وزيادة الفعالية في تنفيذ السياسات الحكومية.
وفي نفس الوقت، يهاجم ماسك أعضاء الكونجرس الأمريكي من الديمقراطيين الذين يعبرون عن قلقهم من تجاوزاته لحدود سلطته.
وفي منشور له عبر منصته "إكس" الأسبوع الماضي، أكد ماسك على ضرورة أن تكون الحكومة الأمريكية شفافة ومسؤولة أمام الشعب، مضيفًا العديد من التغريدات التي تتعلق بمكافحة الفساد المزعوم داخل الحكومة.
ومنذ تولي ترامب منصبه الشهر الماضي وتصاعد دور ماسك في قيادة قسم كفاءة الحكومة الأمريكية المعروف ب"دوج"، تم طرح العديد من الأسئلة حول الخطوات التي يتم اتخاذها لضمان عدم وجود تضارب في المصالح لشخصية "الصديق الأول" الذي تدير شركاته العديد من الصناعات المنظمة التي تستفيد من الإنفاق الحكومي والحوافز.
وفي رده، أكد ترامب أن ماسك على دراية بكيفية تجنب تضارب المصالح "أولاً، هو لن يفعل ذلك ، وثانيًا، لن نسمح له بفعل أي شيء يتضمن تضاربًا في المصالح"، مضيفًا أنه شخصيًا يتابع عمل ماسك لضمان عدم وجود أي تضارب.
وبحسب وول ستريت جورنال، فإن الديمقراطيين ليسوا واثقين من ذلك، فقد كتب عدد من الأعضاء الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ في رسالة الأسبوع الماضي يطالبون ماسك بمزيد من الشفافية، قائلين إن الأمريكيين يستحقون أن يعرفوا كيف سيحقق مناصب ماسك في الإدارة الفيدرالية أرباحًا له.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إعلان ماسك أن عمله مفتوح للتدقيق العام، قائلًا: "أتوقع أن أتعرض للفحص بشكل يومي، ليس كما لو أنني أعتقد أنني يمكنني الهروب بشيء"؛ كما يواجه ماسك تحديات قانونية وسياسية متزايدة حيث تسعى مجموعة من المدعين العامين في 14 ولاية لوقف قرارات ترامب، متهمين الرئيس بتفويض سلطة غير محدودة لماسك دون إشراف من الكونجرس.
على جانب آخر، يعتقد العديد من المحافظين أن ماسك محصن من أي تدقيق بسبب ثروته الضخمة التي تقدر بحوالي 400 مليار دولار وقد دعم العديد منهم ماسك، مؤكدين أنه لن يسعى للاستفادة المالية من هذه المناصب.