يعيش سكان قرية بادال في وادي كشمير حالة من الذعر، بسبب سلسلة من الوفيات الغامضة التي رجّح البعض أنها ناتجة عن جائحة جديدة.
وقال أحد سكان المنطقة، ويدعى نور محمد، لصحيفة "مترو" :"لقد قضيت حياتي كلها هنا، لكنني لم أتخيل أبدًا أنني سأشهد شيئًا كهذا، يبدو الأمر وكأننا نتمزق، أصبح الخوف جزءًا من حياتنا اليومية، لا يمكننا أن نثق في مياهنا أو طعامنا أو حتى الهواء الذي نتنفس".
وعلى مدى الشهرين الماضيين، توفي 17 شخصًا، بمن فيهم أطفال وامرأة حامل وأفراد من ثلاث عائلات، في ظروف غير مفسرة، وفي ظل عدم تحديد سبب واضح، ساد الذعر وعدم اليقين.
بدأت الأزمة في 7 ديسمبر 2024، عندما مرض فضل حسين البالغ من العمر 40 عامًا وزوجته وأطفالهما الأربعة فجأة بعد حضور حفل زفاف، حيث عانوا من آلام شديدة في المعدة وقيء ونعاس شديد، وفي غضون أيام، توفي الستة جميعًا.
واعتقد الناس أن الكارثة حدثت بسبب تسمم غذائي، ولكن عندما فقد شخص آخر ويدعى محمد رفيق أربعة من أفراد أسرته، ولم يكن أي منهم حضر حفل الزفاف، وفقد صهر فضل، ويدعى محمد أسلم، ستة من أطفاله وخالته وعمه بسبب نفس الأعراض، بعد أكثر من شهر من الحفل، انتشر الذعر في جميع أنحاء القرية.
سرعان ما حولت السلطات انتباهها إلى مصدر المياه في القرية، وهو بئر ماء تقليدي، ووجدت الاختبارات المبكرة آثارًا للمبيدات الحشرية، مما دفع المسؤولين إلى إغلاق إمدادات المياه وفرض تدابير الاحتواء، وتم حظر التجمعات العامة، وتم وضع القرية تحت قيود صارمة، أغلقت قوات الأمن جميع نقاط الدخول والخروج، لكن مزيدًا من الناس أصيبوا بالأعراض، وتنامى القلق، وأطلقت السلطات تحقيقًا واسعًا، ومازال مستمرًا.
ويقول الدكتور أمارغيت سينغ بهاتيا: "نحن نبحث في جميع الأسباب المحتملة، بما في ذلك تلوث الغذاء والبيئة، بينما لم تظهر الاختبارات الأولية على المتوفين مستويات خطيرة من المبيدات الحشرية، اكتشف الخبراء سمومًا عصبية، وهي مواد كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي، ومع ذلك، لا يزال المصدر الدقيق غير معروف".
واقترح بعد أشهر الدكتور أ. س. بهاتيا أن التسمم بالفوسفور العضوي - وهو مبيد حشري سام يستخدم غالبًا في الزراعة - قد يكون السبب، حيث اكتشف أن بعض المرضى نجوا عندما تم إعطاؤهم حقن الأتروبين، وهو علاج للتسمم بغاز الأعصاب.
غير أن المنطقة ما زالت تعيش دون إجابات حاسمة، وتقول أمينة خاتون، وهي أم لطفلين، بأنها تكافح الخوف الشديد، وتضيف: " لم أتخيل أبدًا أنني سأخاف من مشاهدة أطفالي يلعبون. الرعب يستهلك كل شيء. لا نعرف سببًا واضحًا، ويبدو الأمر وكأننا ننتظر حدوث شيء أسوأ".