تواصل مصر تقديم كافة أوجه الدعم والمساعدة لقطاع غزة، عبر مئات الشاحنات التي تدخل إلى القطاع باستمرار في ظل الدور المصري لدعم القضية الفلسطينية وأهالي غزة، بعد أكثر من 15 شهرا من العدوان الإسرائيلي الغاشم على القطاع، وتدمير بنيته التحتية واستشهاد وإصابة الآلاف من الفلسطينيين.
مساعدات مصر لغزة
ويوميا يستقبل قطاع غزة العشرات والمئات من شاحنات المساعدات التي تقدمها مصر، التي تدخل لأهالي القطاع، عبر معبري العوجة وكرم أبو سالم، لتضم شاحنات المساعدات السلع الأساسية من الغذاء والشراب والأدوية والإمدادات الطبية، وأجهزة ومستلزمات طبية، وسيارات إسعاف، وكميات ضخمة من المواد الغذائية الجافة والأطعمة الصالحة للأكل دون طهي «المعلبات»، والملابس والبطانيات وألبانا وغذاء الأطفال.
وصرح مصدر مسئول بميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء، اليوم الإثنين، بأن 200 شاحنة مساعدات إنسانية وإغاثية متنوعة شرعت اليوم الاثنين في الدخول إلى الفلسطينيين بقطاع غزة، حيث تخضع الشاحنات للتفتيش عبر منفذي كرم أبو سالم والعوجة البري جنوب شرق قطاع غزة قبل إدخالها إلى القطاع، موضحا أن من بين الشاحنات 15 شاحنة وقود وغاز.
بلغ إجمالي عدد شاحنات المساعدات الإنسانية والإغاثية، التي دخلت أمس الأحد، إلى الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، 245 شاحنة، منها 19 شاحنة وقود.
وانطلقت أمس من ساحة الشعب بالعاصمة الإدارية الجديدة، أكبر قوافل شاحنات مساعدات إنسانية شاملة، اصطفت بشكل مهيب، أطلقها صندوق تحيا مصر، تضم مساعدات قادمة من محافظات مصر، حاملةً معها آمال الشعب المصري، ودعمه لأشقائهم الفلسطينيين، لتشكل قافلة ضخمة بها أكثر من 460 شاحنة، تجاوزت حمولتهم أكثر من 7200 طن من الدعم الغذائي وكافة الاحتياجات الضرورية والمستلزمات الطبية لتصل إلى قطاع غزة، مع حلول شهر رمضان المعظم 1446.
تم تجهيز قوافل مساعدات إنسانية شاملة، وسيتم إطلاقها على ثلاث مراحل المرحلة الأولي وتم إطلاقها أمس من محافظات : القاهرة - الجيزة - القليوبية - مطروح –السويس - جنوب سيناء - شمال سيناء - الإسماعيلية - الشرقية - الوادي الجديد.
أما المرحلة الثانية ستكون من محافظات : الإسكندرية - البحيرة – مطروح - الدقهلية - دمياط - كفر الشيخ - الغربية – المنوفية، والمرحلة الثالثة ستكون من محافظات : الفيوم - بنى سويف - المنيا – أسيوط - سوهاج - قنا - الأقصر - أسوان -البحر الأحمر.
تضمنت المستلزمات الطبية والأدوية الأساسية، ولضمان استمرار تقديم الرعاية الطبية للسكان في ظل هذا الوضع الإنساني الحرج، كما شملت أيضًا مواد غذائية جافة أساسية، مثل الأرز والمكرونة والشعرية والسكر والزيت والشاي والتمر والجبن، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المشروبات، كالمياه المعدنية والغازية والألبان والعصائر، وغيرها من المواد الغذائية الضرورية.
تم تزويد القافلة بكميات كبيرة من الخيام القادرة على تحمل الظروف الجوية القاسية، وكميات ضخمة من الملابس المتنوعة، لتلبية احتياجات جميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى ذلك، شملت القافلة مواد إغاثية أخرى، مثل الألحفة والبطاطين والسجاد، فضلاً عن مواد النظافة الشخصية وحقائب الإيواء.
وهذه القوافل ليست الأولى من نوعها، بل أطلق صندوق تحيا مصر" قوافل إغاثية شملت المساعدات المختلفة من مواد غذائية ومستلزمات طبية ومواد إغاثية أخرى لقطاع غزة في يناير 2025 تتألف من 305 شاحنات "تريلا" تحمل على متنها أكثر من 4200 طن من المساعدات، و11 سيارة إسعاف، وفي عام 2024 تتألف من 507 شاحنات محملة بأكثر من 8000 طن مساعدات إنسانية وسيارتي إسعاف، وفي عام 2021 أطلق قافلة مساعدات تتألف من 130 شاحنة.
70% من المساعدات
ويقدر إجمالي المساعدات الإنسانية التي قدمتها مصر لقطاع غزة، بنحو 70% من إجمالي المساعدات التي دخلت إلى القطاع على مدار الأشهر الماضية، منذ اندلاع العدوان على القطاع في 7 أكتوبر 2023.
تدعو مصر المجتمع الدولي إلى زيادة دعمهم للفلسطينيين وتكثيف الجهود لمساعدتهم على تجاوز الكارثة الإنسانية التي يعانون منها، حيث توفر نحو 70% من المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة دون أن تتلقى أي رسوم.
كذلك تستمر الجهود المصرية لدعم غزة مستمرة، وكان آخرها إدخال مئات الحاويات لتوفير مأوى مؤقت للنازحين الذين فقدوا منازلهم بسبب الدمار الواسع، بخلاف بذل كل الجهود الجهود السياسية أو تقديم المساعدات الميدانية لدعم الشعب الفلسطيني.
إعمار غزة
وأعربت جمهورية مصر العربية عن تطلعها للتعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس ترامب من اجل التوصل السلام شامل وعادل في المنطقة، وذلك من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة.
وأكدت مصر، في بيان أصدرته وزارة الخارجية في 11 فبراير الجاري، اعتزامها طرح تصور متكامل لإعادة إعمار القطاع وبصورة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب.
وشددت على أن أي رؤية لحل القضية الفلسطينية ينبغي أن تأخذ في الاعتبار تجنب تعريض مكتسبات السلام في المنطقة للخطر، بالتوازي مع السعي لاحتواء والتعامل مع مسببات وجذور الصراع من خلال انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأرض الفلسطينية، وتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والتعايش المشترك بين شعوب المنطقة.