الجمعة 21 فبراير 2025

ثقافة

يوسف السباعي.. فارس الرومانسية

  • 18-2-2025 | 21:44

يوسف السباعي

طباعة
  • همت مصطفى

هو أحد أعمدة الأدب العربي في القرن العشرين، جمع بين الرقة العاطفية والخيال الأدبي الواسع، فجاءت أعماله مرآةً للمشاعر الإنسانية في أعمق صوره، و لم يكن مجرد كاتبٍ ينسج قصص الحب، بل كان فيلسوفًا للحب والوطنية، حيث امتزجت في رواياته مشاعر العشق بقيم التضحية والنضال إنه «فارس الرومانسية» يوسف  السباعي.

و بأسلوبه السلس و المفعم بالصور البلاغية، أبدع «السباعي» في رسم شخصياته، فجعلها تنبض بالحياة، تعيش في مخيلة القارئ، وتحرك وجدانه. فهو الذي خطّ بمداد قلمه قصصًا خالدة مثل رد قلبي وإني راحلة، ليغدو أيقونة للأدب الرومانسي، مؤكدًا أن العاطفة الحقيقية لا تنفصل عن القيم والمبادئ.

لم يكن «السباعي» أديبًا فقط، بل كان مثقفًا واسع الأفق، وسياسيًا مؤثرًا، وصحفيًا لامعًا، ما جعل كلماته تحمل بُعدًا يتجاوز حدود الأدب، إلى حيث يمتزج الإبداع بالواقع، والحلم بالحقيقة. ومن هنا، استحق عن جدارة لقب «فارس الرومانسية»، حيث ظل صدى كلماته يلامس القلوب، ويُشعل جذوة المشاعر، حتى يومنا هذا

 الميلاد والنشأة

ولد يوسف السباعي في  17 يونيو 1917م، بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة، لأب يمارس مهنة الكتابة؛ عاشقًا للأدب العربي بشعره ونثره، ومتعمقًا في الفلسفة الأوربية الحديثة ومتقنًا للغة الإنجليزية، كان يرسل الأب ابنه الصغير «يوسف» بأصول المقالات إلى المطابع لجمعها، ثم تًدقق ويعود بها لتًنشر، وكان «السباعي الابن» يقرأ كل ما تقع عليه عيناه، فقد قرأ وحفظ أشعار عمر الخيام التي ترجمها والده من اللغة الإنجليزية.

قائد  فرق الفروسية   

التحق يوسف السباعي وفي نوفمبر 1935م،  بالكلية الحربية، وترقى إلى درجة جاويش وهو مازال في السنة الثالثة، وبعد تخرجه من الكلية الحربية، عُين في سلاح الصواري وأصبح هناك قائدًا لفرقة من فرق الفروسية في ذلك الوقت، وفي منتصف الأربعينيات بالقرن الماضي، بدأ التركيز على الكتابة الأدبية وقد نشر العديد من المجموعات القصصية والروايات.

نشر «السباعي» عددًا من المجموعات القصصية بالإضافة إلى كتابة بعض الروايات، فقد كان يحاول أن يجمع بين منصبه العسكري وشغفه الأدبي، فمثلما كان له الفضل في إنشاء سلاح المدرعات على المستوى العسكري، كان له أيضًا الفضل في إنشاء نادي القصة على المستوى الأدبي.

على الشاشات  في السينما والتلفزيون 

وتحولت  الكثير من مؤلفات «السباعي» الأدبية  إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية ومنها: «نحن لا نزرع الشوك»، «رد قلبي»، «بين الأطلال»، «أرض النفاق»، «إني راحلة»، «السقا مات» وغيرها.. ومن أعماله الأدبية الأخرى، «نائب عزرائيل»، « نائب عزرائيل»، « البحث عن جسد»، « طريق العودة»، «نادية»، «جفت الدموع»، « ليل له آخر»، « لست وحدك»، « ابتسامة على شفتيه»، وغيرها.. ومن القصص نذكر: «بين أبو الريش» و«جنينة ناميش»، «يا أمة ضحكت»، «الشيخ زعرب»، وأخرى..

مناصب في الصحف

وتولى يوسف السباعي رئاسة العديد من الصحف ومنها، رئاسة مجلس إدارة مؤسسة «روز اليوسف» عام 1961م، ورئاسة مجلة «آخر ساعة» عام 1967م، ومجلس إدارة الهلال عام 1971م، وفي عام 1973م عين وزيرًا للثقافة، وفي عام 1977م اختير نقيبا للصحفيين .

 

رحل الأديب الكبير يوف السباعي عن عالمنا  في مثل هذا اليوم صباح 18 فبراير من عام 1978  بعد اغتياله في قبرص عن عمر ناهز الـ 60 عامًا، أثناء حضوره مؤتمرًا آسيويًا إفريقيًّا بأحد الفنادق هناك.

 

 

الاكثر قراءة