أكد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، اليوم الثلاثاء، أنه من السابق لأوانه الحديث عن إمكانية إرسال قوات أوروبية إلى أوكرانيا لحفظ السلام.
وأوضح بارو، في تصريحات صحفية اليوم، أن هذه المسألة ليست مطروحة في الوقت الراهن.. قائلا: "من السابق لأوانه الحديث عن ذلك .. سيتم طرح هذه المسألة عندما يحين الوقت، بمجرد التوصل إلى السلام بحيث يمكن ضمانه".
ومؤخرا، طرحت المملكة المتحدة والسويد هذه المسألة من أجل تقديم ضمانات أمنية لكييف، وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر - قبل اجتماع طارئ للقادة الأوروبيين في باريس أمس بشأن أوكرانيا- أنه مستعد لنشر قوات بريطانية على الأرض في أوكرانيا إذا لزم الأمر لتنفيذ أي اتفاق سلام.. بينما يرى وزير الخارجية الفرنسي أنه من الضروري أولا إرساء "سلام مستدام" قبل أن يتم طرح مسألة إمكانية إرسال قوات إلى هناك.
وأضاف "أنه إذا أردنا منع خط المواجهة من الاقتراب منا، فسوف نحتاج إلى معاهدة سلام تضمن عدم مهاجمة روسيا لأوكرانيا بعد الآن وسنحتاج إلى تقديم ضمانات حتى لا يتكرر ذلك. وتساءل "فما هو شكل ضماناتها؟ .. لذا، من السابق لأوانه الحديث عن ذلك".
تأتي تصريحات بارو غداة الاجتماع غير الرسمي الذي جمع قادة عدد من الدول الأوروبية بباريس أمس /الاثنين/ بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون؛ لمناقشة الأمن الأوروبي وملف أوكرانيا، في وقت تعتزم فيه الإدارة الأمريكية التفاوض مباشرة مع روسيا لإنهاء الحرب.
وشهد اجتماع باريس حضورا رفيع المستوى مع رؤساء حكومات ألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
ووفقا للرئاسة الفرنسية (الإليزيه)، كان هذا الاجتماع يهدف إلى بدء مشاورات بين القادة الأوروبيين حول الوضع في أوكرانيا والقضايا الأمنية في أوروبا. وأفادت الرئاسة بأنه يمكن أن تستمر مناقشات القادة الأوروبيين "في صيغ أخرى"، بهدف جمع جميع الشركاء المهتمين بالسلام والأمن في أوروبا.
وعقب الاجتماع، أكد الرئيس الفرنسي ، إثر مكالمة هاتفية مع نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والأمريكي دونالد ترامب، أن تحقيق سلام "متين ودائم" في أوكرانيا ينبغي أن "يكون مصحوبا بضمانات أمنية قوية وموثوق بها".
وقال ماكرون، في منشور على منصة "إكس" عقب الاجتماع الطارئ مع قادة أوروبيين في باريس: "نسعى إلى سلام متين ودائم في أوكرانيا، لتحقيق هذه الغاية، يتعين على روسيا أن تنهي عدوانها، ويجب أن يكون هذا مصحوبا بضمانات أمنية قوية وموثوق بها للأوكرانيين".
وقال ماكرون إنه تحدث إلى نظيريه الأمريكي دونالد ترامب والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعد اجتماع مع زعماء أوروبيين، مضيفا "سيستمر العمل بناء على مقترحات المفوضية الأوروبية، سواء في دعم أوكرانيا أو في تطوير دفاعنا والاستثمار فيه".