رأت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن سلوك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العدواني تجاه حلفاء بلاده وشركائها يفتح الأبواب أمام تعزيز قوة الصين، وليس قوة الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي، اليوم /الثلاثاء/ - "إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض أثبتت حتى الآن أنها أكثر كابوسية بالنسبة لحلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها من خصومها، مشيرة إلى أنه من المؤكد أن الصين لا ترحب بحرب تجارية مع الولايات المتحدة، لكنها كانت مستعدة بشكل أفضل من غيرها لرسوم ترامب الجمركية، ويبدو أن الجانبين يتركان مجالا لاتفاق محتمل.. ورغم أن رئيس الصين شي جين بينج على استعداد للأسوأ، فإن ولاية ترامب الثانية تجلب لبكين فرصا كما تجلب مشاكل".
وأضافت: أنه مع قيام الرئيس الأمريكي بتضييق الخناق على شركائه على المدى الطويل، تتطلع الصين إلى الاستفادة من ذلك، وقد استسلمت كولومبيا بسرعة لترامب بشأن مسألة عودة المهاجرين، لكن سفير الصين كان يحتفل بـ"أفضل لحظة" في العلاقات بين بوجوتا وبكين".
وبحسب الصحيفة، قد تستفيد الصين كثيرا من معالجة بعض التأثيرات المترتبة على إلغاء الولايات المتحدة للمساعدات إلى عدة دول، ولكن بكين ركزت أكثر على القروض والبنية الأساسية أكثر من الشراكة مع المنظمات المحلية، ويشير سجلها إلى أنها من غير المرجح أن تسد الفجوات المالية التي خلفتها الولايات المتحدة.
ورجحت "الجارديان" أن تكتسب الصين أرضية في المؤسسات متعددة الأطراف، وبين الدول ذات الدخل المتوسط التي تنظر إليها بشكل أكثر إيجابية من الدول ذات الدخل المرتفع.
وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة "إن الصين صعدت في النظام العالمي بسرعة أكبر مما كان متوقعا، والآن ترى القوة الأمريكية تتدهور بسرعة أكبر كثيرا، وهذا أمر واعد بالنسبة لدولة تريد عالما متعدد الأقطاب يخلو من قيم عالمية غير مريحة.. ولكن السؤال ليس فقط كيف يتفاعل الآخرون مع قوة بكين المتنامية، بل ما إذا كان المستفيد قد يجد نفسه يتولى أدوارا كان يأمل في تجنبها أو يضطر إلى التعامل مع الفراغ الذي قد ينشأ إذا لم يفعل ذلك".