الجمعة 21 فبراير 2025

الجريمة

سفاح المعمورة.. سيكوباتي بدم بارد بين هوس السيطرة وغياب الضمير

  • 18-2-2025 | 20:23

سفاح المعموره

طباعة
  • هويدا علي

لا تزال فصول القضية المثيرة للجدل، المعروفة إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة"، تتكشف يومًا بعد يوم، حيث يواجه محامٍ اتهامات بقتل ودفن ضحاياه داخل شقته المستأجرة في منطقة المعمورة بالإسكندرية. التحقيقات المستمرة كشفت تفاصيل صادمة عن حياته وسلوكه، إلى جانب ظهور ضحية جديدة اختفت منذ عام 2022، مما يثير تساؤلات حول العدد الحقيقي لضحاياه.

نشأته وحياته قبل الجرائم

المتهم ينتمي إلى أسرة ميسورة الحال، ولم يكن يعاني من أزمات مالية قد تدفعه إلى القتل. ورغم انتقاله إلى الإسكندرية، كان على تواصل دائم مع معارفه، حتى أنه أخبر أحدهم ذات مرة: "لو احتجت أي شيء في الإسكندرية، قل لي". لم يكن أحد يتخيل أن ذلك المحامي سيصبح لاحقًا واحدًا من أخطر السفاحين في مصر.

بداية الكشف عن الجرائم

البداية كانت عندما تلقى قسم شرطة المنتزه ثان بلاغًا يفيد بعثور الأهالي على جثتين مدفونتين داخل شقة في شارع مدرسة مي زيادة. وبعد الفحص، تبين أن إحدى الجثث تعود إلى زوجته بعقد عرفي، بينما لا تزال التحقيقات جارية لتحديد هوية الجثة الثانية.

ألقت الشرطة القبض على المحامي المتهم، الذي يواجه اتهامات بالقتل العمد، بينما تستمر عمليات البحث عن ضحايا محتملين آخرين.

ضحية جديدة اختفت منذ 2022

في تطور جديد، ظهرت معلومات عن المهندس محمد إبراهيم، الذي اختفى منذ مارس 2022، وكان على معرفة بالمحامي المتهم من خلال تعاملات قانونية. شقيقته كشفت أن آخر تواصل معه كان أثناء وجوده مع المتهم لإنهاء إجراءات بيع منزل، وبعدها اختفى تمامًا. ابنته سارة محمد، التي أطلقت استغاثات عديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أن والدها شوهد آخر مرة برفقة المحامي المتهم، ومنذ ذلك الحين لم يظهر له أثر.

حالياً، تخضع الجثة الثالثة التي عُثر عليها في شقة المتهم لفحص الحمض النووي، لمعرفة ما إذا كانت تعود للمهندس المختفي.

تحليل شخصية "سفاح المعمورة".. مجرم متسلسل أم سيكوباتي خطير؟

الدكتور وليد هندي، استشاري الطب النفسي، قدم تحليلاً نفسيًا معمقًا لشخصية المحامي المتهم، مؤكدًا أنه يندرج ضمن تصنيف "السفاح المتسلسل"، وليس مجرد قاتل عادي، حيث ارتكب جرائمه وفق تخطيط مسبق وبأسلوب متكرر.

1. الفرق بين القاتل العادي والسفاح المتسلسل

القاتل العادي يرتكب جريمته بدافع الغضب أو الانتقام أو في لحظة انفعال.

السفاح المتسلسل يقتل بدم بارد، ويكرر جرائمه بأسلوب ثابت، وغالبًا ما يكون دافعه نفسيًا أو جنسيًا.


2. سيكولوجية "سفاح المعمورة"

يتمتع بشخصية باردة وغير مضطربة أثناء القتل.

ضحاياه يشتركون في نمط محدد، حيث يستدرجهم، يستغلهم، ثم يقتلهم ويدفنهم داخل شقته.

قد يكون لديه ميول منحرفة تدفعه لاستغلال ضحاياه قبل قتلهم.

الشعور بالتفوق والسيطرة كان دافعه الرئيسي للقتل، مع غياب تام لأي إحساس بالذنب.


3. تصنيفه بين السفاحين

ينقسم السفاحون إلى ثلاثة أنواع:

السفاح النوابي: يقتل بعد نوبات نفسية مؤقتة.

السفاح السيكوباتي: يقتل بدم بارد، بلا أي مشاعر، ويخطط لجرائمه مسبقًا.

السفاح الفصامي: يعاني من اضطرابات عقلية تؤدي إلى قتله ضحاياه.


وفقًا للدكتور هندي، فإن "سفاح المعمورة" مزيج بين السفاح النوابي والسيكوباتي، حيث تظهر عليه علامات الذكاء العالي، التخطيط الدقيق، وانعدام التعاطف مع الضحايا.

4. الجانب البيولوجي والسلوكي

كشفت دراسات علمية أن أدمغة السفاحين تختلف عن الأشخاص الطبيعيين، حيث يظهر خلل في اللوزة الدماغية (Amygdala)، وهي المسؤولة عن العنف والانفعالات.

نقص بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين قد يزيد من السلوك العدواني.

العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في تشكيل شخصيته الإجرامية.


5. هل يمكن علاجه؟

أكد الدكتور هندي أن السفاح السيكوباتي يصعب علاجه، لأن العوامل التي شكلت شخصيته تشمل البيئة، الوراثة، وعلم الأعصاب. هؤلاء الأشخاص غالبًا ما يفتقدون الضمير تمامًا، ويمارسون القتل كأنه جزء من حياتهم.

خلاصة التحليل

المحامي المتهم ليس مجرد قاتل، بل هو سفاح متسلسل خطير، يقتل بدم بارد، ويستغل ضحاياه قبل التخلص منهم. شخصيته تجمع بين الذكاء الشديد، التخطيط، وانعدام أي شعور بالندم، مما يجعله واحدًا من أخطر السفاحين في تاريخ الجرائم المصرية.

هل هناك المزيد من الضحايا؟

بينما تستمر التحقيقات، يطرح سؤال نفسه: هل هناك ضحايا آخرون لم يُكشف عنهم بعد؟ الأيام المقبلة قد تحمل مزيدًا من الأسرار حول "سفاح المعمورة"، الذي حوّل شقته إلى مقبرة سرية لضحاياه.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة