بدأت النيابة العامة بمركز ساحل سليم في التحقيق مع أهلية القتلى في البؤرة الإجرامية التي كان يتزعمها محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد الجديد"، بعد أن تمكنت قوات الأمن من تصفيته وسبعة من أعوانه، بينهم نجله وشقيقه، في معركة شرسة دامت أكثر من 40 ساعة.
وعاينت النيابة العامة، جثث القتلى، ومن بينهم محمد محسوب إبراهيم أحمد وسبعة آخرون، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية. كما استدعت رئيس المباحث ومدير قطاع الأمن المركزي بأسيوط وأهلية المتوفين لجلسة تحقيق عاجلة، إلى جانب الاستعلام عن بيانات المتهمين واستعجال الأحراز التي تم ضبطها.
تفاصيل المواجهة الدامية
وفقًا لتحريات قطاع الأمن العام وأجهزة البحث الجنائي بأسيوط، كانت البؤرة الإجرامية بقيادة محمد محسوب تضم ثمانية عناصر شديدة الخطورة، متورطين في جرائم متعددة تشمل المخدرات، القتل، السرقة بالإكراه، وحيازة الأسلحة الثقيلة. بلغ إجمالي الأحكام الصادرة ضدهم السجن المؤبد بإجمالي مدد تصل إلى 191 سنة لما يُعرف بـ"خط الصعيد"، فيما تراوحت أحكام الآخرين بين السجن لمدد طويلة والمؤبد، ومنهم من بلغ إجمالي عقوباته 108 سنوات.
تمركزت العصابة في أحد المباني المُحصنة داخل قرية العفادرة، والتي جهزوها بخنادق ودشم لصد أي هجوم أمني. وعندما بدأت الحملة الأمنية، بادرت العناصر الإجرامية بإطلاق النيران مستخدمين أسلحة ثقيلة من نوع "RPG" وقنابل يدوية (F1)، كما قاموا بتفجير أسطوانات غاز لعرقلة تقدم القوات.
حصيلة العملية الأمنية
بعد اشتباكات عنيفة، نجحت قوات الأمن في تصفية المتهمين ونقل جثثهم إلى المشرحة، فيما أُصيب ضابط شرطة من قوات الأمن المركزي. وأسفرت المداهمة عن ضبط ترسانة من الأسلحة والذخائر، شملت:
أسلحة ثقيلة: قاذفات "RPG"، رشاشات جرينوف، وبنادق آلية
ذخائر متنوعة: 73 بندقية آلية، رشاش متعدد، 11 بندقية خرطوش، 62 فرد محلي
متفجرات: 8 قنابل يدوية (F1)
مخدرات: كميات كبيرة من المواد المخدرة المتنوعة
نهاية حقبة إجرامية
شكلت هذه العملية الأمنية ضربة قاصمة لعصابات الجريمة المنظمة في صعيد مصر، حيث استطاعت الشرطة إنهاء نشاط واحدة من أخطر البؤر الإجرامية التي روعت الأهالي لسنوات. ولا تزال التحقيقات مستمرة للكشف عن أي متورطين آخرين أو امتدادات للعناصر الإجرامية في مناطق أخرى.