لم تكن الضحية الثانية تعلم أن بحثها عن حل لمشكلاتها القانونية سيقودها إلى مصير مروع، حيث سقطت السيدة الستينية في فخ المحامي "ن. ال"، المعروف إعلاميًا بـ"سفاح المعمورة". استدراج باسم القانون.. ثم القتل و الدفن كانت الضحية دائمة التردد على المصالح الحكومية لإنهاء قضاياها، حتى تعرفت على المتهم، الذي أوهمها بقدرته على حل مشكلاتها القانونية مقابل أتعاب مالية. استغل ثقتها واستولى على مبلغ مالي منها، لكنه بدأ يتهرب منها عند مطالبتها بالأموال أو إنهاء القضايا. ومع تصاعد الخلاف بينهما، قرر المتهم إنهاء الأمر بطريقته الخاصة، فاستدرجها إلى شقته بمنطقة المعمورة البلد، وهناك أجهز عليها بدم بارد، ثم دفنها في إحدى الغرف، في مشهد يعكس وحشيته وتجرده من الإنسانية. المهندس محمد إبراهيم.. لغز اختفاء يتحول إلى جريمة قتل أما الضحية الثالثة، فكان المهندس محمد إبراهيم، الذي اختفى منذ عام 2022 في ظروف غامضة. كشفت التحقيقات أنه كان على معرفة بالمتهم من خلال تعاملات قانونية، حيث كان يستعين به لإنهاء إجراءات بيع منزل. وفقًا لشقيقته، فقد تحدث معها للمرة الأخيرة في مارس 2022، وأخبرها أنه برفقة المحامي لإنهاء بعض الأوراق، لكنه اختفى بعد ذلك تمامًا. وبعد يومين، تلقّت العائلة اتصالًا منه، لكنه بدا غير طبيعي، حيث قال إنه تعرض لحادث لكنه بصحبة المتهم، قبل أن يتولى الأخير الحديث ليطمئنهم بأن كل شيء على ما يرام. كانت هذه آخر مرة تسمع فيها العائلة صوته. ثلاث سنوات من الغموض.. وكشف الحقيقة أخيرًا لم تستسلم ابنته سارة محمد، التي نشرت استغاثات متكررة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدة أن آخر ظهور لوالدها كان برفقة المحامي المتهم. لكن مع تفجر قضية "سفاح المعمورة"، تكشفت خيوط جديدة، حيث تم العثور على جثمان رجل داخل شقة بشارع 45 في العصافرة، وسط شكوك بأن الجثة تعود للمهندس المختفي. حاليًا، تجرى فحوصات الحمض النووي (DNA) لتحديد هوية الجثمان، بينما تترقب عائلته النتائج، على أمل كشف الحقيقة التي انتظروها لثلاث سنوات. التحقيقات مستمرة.. هل هناك ضحايا آخرون؟ مع استمرار التحقيقات، تسعى الجهات الأمنية لكشف جميع الجرائم التي ارتكبها المتهم، وسط مخاوف من وجود ضحايا آخرين لم يُكشف عنهم بعد. فهل سيتمكن التحقيق من فك لغز هذه الجرائم البشعة بالكامل؟