الجمعة 21 فبراير 2025

تحقيقات

بدون علم كييف!.. اتفاق أمريكي روسي على حللة الأزمة الأوكرانية

  • 19-2-2025 | 01:04

الحرب في أوكرانيا

طباعة
  • محمود غانم

لم يقتصر الاجتماع الروسي الأمريكي الذي عُقد في المملكة العربية السعودية على مناقشة إنهاء الحرب على أوكرانيا فحسب، بل حاول كذلك بلورة رؤية يفتح من خلالها آفاقًا لعلاقات بين البلدين تُراعى فيها مصالح كليهما.

المباحثات التي قالت عنها كييف سلفًا إنها لن تقبل بنتائجها، ليس فقط لأنها لم تحضرها، بل تفاجأت بها كذلك، عملت على خلق آلية تستهدف من خلالها إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية الممتدة منذ قرابة ثلاثة أعوام في المستقبل القريب.

 

الاجتماع الأمريكي الروسي

استضافت المملكة العربية السعودية، الثلاثاء، جولة من المباحثات بين الولايات المتحدة الأمريكية من جهة، وروسيا من جهة أخرى، بهدف تحسين العلاقات المتوترة بين البلدين منذ بدء الأخيرة حربها على أوكرانيا في فبراير 2022، ولتعزيز الأمن والسلام في العالم.

المباحثات التي غابت عنها "كييف" تطرقت كذلك إلى أهمية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، حيث توافق الجانبين على تشكيل لجان رفيعة المستوى لإجراء مفاوضات سلام تعمل في هذا الصدد.

حضرت المباحثات من الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك وولتز، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

بينما حضر من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف، ومستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري أوشاكوف، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر كيريل ديمترييف.

وحول المباحثات، أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، عقب الاجتماع، أن على جميع الأطراف تقديم تنازلات لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيرًا في ذات الوقت، إلى أنه تم الاتفاق مع الوفد الروسي على تشكيل فرق رفيعة المستوى لإجراء مفاوضات السلام وتعزيز التعاون الاقتصادي، كما تم التوصل إلى تفاهم بخصوص إعادة موظفي سفارتين البلدين إلى عملهم.

ماركو روبيو اقترح خطة من ثلاث خطوات لحل نزاع أوكرانيا، موضحًا أن اجتماعًا رفيع المستوى بمشاركة أوكرانيا وأوروبا، سيكون جزءً من الخطة.

في المقابل، قال وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إن موسكو وواشنطن اتفقتا على تعيين سفيرين لديهما في أقرب وقت ممكن، وإزالة المشكلات المتعلقة بعمل البعثات الدبلوماسية.

سيرجي لافروف أفاد بأن اجتماع السعودية كان معنيًا بوضع الأسس للقاء الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، إضافة إلى تحديد ما يتطلب تحقيقه.

وأوضح أنهم اتفقوا مع الجانب الأمريكي، في غضون الاجتماع، على إنشاء مسار لحل الأزمة مع أوكرانيا في "المستقبل القريب".

وفي هذا الإطار، تتمسك روسيا -بحسب لافروف- بعدم نشر قوات عسكرية أجنبية في أوكرانيا، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكي أكد في تصريحات سابقة أن ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) كان أحد الأسباب الرئيسية للأزمة.

وفي هذا السياق، نقل لافروف عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأكيده أن توسع "الناتو" وضم أوكرانيا إلى الحلف يشكلان تهديدًا مباشرًا لمصالح بلاده وسيادتها.

مرفوضة سلفًا

أوكرانيا التي لم تحضر المباحثات، قالت إنها لم تكن على علم بهذا الاجتماع، وبالتالي، نتائجها غير ملزمة ولا يمكن قبولها.

وقال الرئيس الأوكراني، فولديمير زيلينسكي، إنه من غير الممكن مناقشة قضايا إنهاء الحرب في أوكرانيا دون وجود كييف، حيث إن اللقاء الأمريكي الروسي في السعودية كان مفاجئًا بالنسبة لنا وعلمنا به من وسائل الإعلام.

الرئيس الأوكراني أكد أن بلاده تريد السلام وإنهاء الحرب، لكن ذلك لا بد أن يستند إنهاء هذه الحرب إلى ضمانات أمنية محددة. 

أشار زيلينسكي كذلك إلى أن بلاده تفضل استعادة الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا من خلال الدبلوماسية، لكنها في ذات الوقت، لن تتنازل أبدًا عن سلامة أراضيها وسيادتها.

أما الدول الأوروبية التي غابت أيضًا، قالت إن السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه بدون أوروبا.

 

الاكثر قراءة