الجمعة 21 فبراير 2025

الجريمة

خُط الصعيد.. نهاية محسوب تُعيد للأذهان أساطير الجبل الدموية

  • 19-2-2025 | 23:16

خط الصعيد

طباعة
  • هويدا على

في مواجهة دامية استمرت ثلاثة أيام، أسدلت قوات الأمن الستار على حياة محمد محسوب إبراهيم أحمد، المعروف بلقب "خط الصعيد الجديد"، وذلك في عملية أمنية محكمة بقرية العفادرة بمحافظة أسيوط. بعد معارك طاحنة داخل حصنه المنيع في قلب الجبل، انتهت أسطورة أحد أخطر المجرمين في الصعيد، لتنضم قصته إلى سلسلة من حكايات الرعب التي أرّقت المنطقة لعقود.

حصن الجبل الأخير

تحصن محسوب وعصابته المسلحة داخل جبل العفادرة، مستعدين لمواجهة أي هجوم أمني. رغم التخطيط الدقيق وحرفية التنظيم، لم تصمد تحصيناتهم أمام الحملة الأمنية المكبرة، التي استخدمت فيها القوات الخاصة أسلحة متطورة ومعدات ثقيلة لكسر الحصار، لتنتهي المواجهة بمقتل محسوب ومجموعة من أعوانه.

لم يكن محسوب مجرد مجرم عادي، بل كان زعيمًا لعصابة مسلحة فرضت سيطرتها على قرى بأسيوط. وُجهت له اتهامات في 44 جناية، شملت القتل، السرقة بالإكراه، وفرض الإتاوات. كما صدر بحقه أكثر من 500 حكم قضائي، ما جعله على رأس قائمة المطلوبين أمنيًا في الصعيد.

"خُط الصعيد" بين الماضي والحاضر

لم يكن محسوب أول من حمل لقب "خط الصعيد". فقد سبقه محمد منصور، الذي دوّخ الحكومة المصرية في أربعينيات القرن الماضي بعد أن شكّل عصابة مسلحة في درنكة بأسيوط، نفذت عمليات قتل وسرقة وفرض إتاوات، قبل أن يُقتل في معركة شرسة مع الأمن.

كما عرفت مصر عزت حنفي، الذي حوّل جزيرة النخيلة بأسيوط إلى إمبراطورية للمخدرات، مسلحًا رجاله بأسلحة ثقيلة، واحتجز رهائن لمساومة الشرطة. انتهت أسطورته بالقبض عليه في حملة مكبرة، وإعدامه عام 2006.

وفي سوهاج، ظهر يحيى كامل "تكية"، زعيم عصابة مسلحة ارتكبت أكثر من 150 جريمة، قبل أن يُقتل في اشتباك مع الشرطة عام 2020. أما في قنا، فقد بث نوفل سعد الدين الرعب في نفوس الأهالي بعد تحوله من شاب ثأري إلى زعيم عصابة مسلحة تسيطر على الطرق الزراعية.

معركة النهاية.. فصل جديد في حرب الدولة ضد الجريمة

في 17 فبراير 2025، وبعد ثلاثة أيام من الاشتباكات المسلحة، نجحت قوات الأمن في القضاء على محمد محسوب وأعوانه، لتطوي صفحة جديدة من صفحات الإرهاب في الصعيد.
أعادت النهاية الدموية لمحسوب إلى الأذهان مشاهد سقوط من سبقوه من زعماء الجريمة في الصعيد، لتؤكد أن الدولة ماضية في حربها ضد الخارجين عن القانون، مهما كانت تحصيناتهم أو قوة سلاحهم.

أكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن الحملة الأمنية جاءت بعد تحريات دقيقة ومتابعة لتحركات محسوب وعصابته. وأشارت إلى أن العملية شارك فيها وحدات من القوات الخاصة، وأنها أسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة الثقيلة والذخائر، ما يعكس حجم التهديد الذي كانت تشكله هذه العصابة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة