استلمت أسرة محمد محسوب، المعروف إعلاميًا بـ"خط الصعيد"، جثمانه مساء اليوم، حيث تم دفنه بمقابر العائلة في مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط، وسط إجراءات أمنية مكثفة بقرية العفادرة التابعة لنفس المركز.
أمرت النيابة العامة بدفن جثمان محمد محسوب وسبعة من أعوانه بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية، برئاسة المستشار حسن رأفت، المحامي العام الأول لنيابة استئناف أسيوط. وتم اتخاذ هذه الخطوة بعد مناظرة الجثث، ومعاينة موقع الاشتباكات، وانتداب الطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية، بالإضافة إلى تحريات الأدلة الجنائية.
وشملت التحقيقات الاستماع إلى أقوال المسؤولين الأمنيين وأهالي المتوفين، إلى جانب فحص الأحراز التي تم ضبطها بحوزة أفراد البؤرة الإجرامية التي كان يقودها محسوب.
تفاصيل العملية الأمنية
تمكنت قوات الأمن من القضاء على البؤرة الإجرامية التي تزعمها محمد محسوب، إلى جانب ثمانية من أخطر معاونيه، بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات العنيفة في قرية العفادرة. وأكدت التحريات أن هذه العصابة تورطت في جرائم متعددة، من بينها تجارة المخدرات، حيازة أسلحة نارية ثقيلة، فرض الإتاوات، وترويع المواطنين.
أظهرت التحقيقات أن محمد محسوب كان يلقب نفسه بـ"خط الصعيد الجديد"، وكان مطلوبًا لتنفيذ أحكام بالسجن بلغ مجموعها 191 عامًا، في قضايا تتعلق بالقتل، السلاح، المخدرات، السرقة بالإكراه، والحريق العمدي. كما كان باقي أفراد تشكيله العصابي محكومًا عليهم بأحكام مماثلة، بعضها وصل إلى 108 سنوات.
الاشتباكات وضبطيات الأسلحة
أثناء تنفيذ المداهمة، تحصنت العصابة في مبنى محصن بالخنادق والدُشَم، وبدأت بإطلاق النار على القوات مستخدمة أسلحة ثقيلة، منها قذائف "آر بي جي" وقنابل "F1" وبنادق آلية. كما لجأت العصابة إلى تفجير أسطوانات غاز لإعاقة تقدم القوات. وأسفر تبادل إطلاق النار عن مصرع جميع أفراد التشكيل الإجرامي، بينما أُصيب ضابط شرطة من قوات الأمن المركزي.
وأسفرت العملية عن ضبط كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر، شملت: مدفعين جرينوف - 73 بندقية آلية - رشاش متعدد - 11 بندقية خرطوش - 62 فردًا محلي الصنع - 8 قنابل يدوية F1 - كميات كبيرة من الذخيرة مختلفة الأعيرة - كميات متنوعة من المواد المخدرة.
تواصل النيابة العامة تحقيقاتها لكشف مزيد من التفاصيل حول أنشطة هذه العصابة، فيما تستعد الأجهزة الأمنية لاستكمال حملاتها لضبط العناصر الإجرامية في صعيد مصر.