تحل اليوم الجمعة 21 فبراير، ذكرى وفاة الفنان الراحل محمد رضا، الذي رحل عن عالمنا في عام 1995، عن عمر يناهز الـ73 عامًا، الذي ترك أثر في قلوب الجمهور لا يمكن أن ينسى و رسم البسمه على وجوه محبيه كما اشتهر الفنان الراحل محمد رضا بتقديم شخصية المعلم الشعبي بأسلوب كوميدي فريد، لا يستطيع أحد أن ينافسه فيه، هذا التميز جعله يلقب بـ معلم السينما المصرية.
وُلد الفنان محمد رضا في أسيوط يوم 21 ديسمبر 1921، وحصل على دبلوم الهندسة التطبيقية العليا في عام 1938، ثم أكمل دراسته ليحصل على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية في عام 1953 وتعلم على يد كبار الأساتذة مثل زكي طليمات ويوسف وهبي.
قدّم الفنان الراحل العديد من الأدوار في السينما والمسرح والتلفزيون، وكان له حضور مميز في أفلام شهيرة مثل: "30 يوم في السجن"، "البحث عن فضيحة"، "العتبة جزاز"، "انت اللي قتلت بابايا"، "معبودة الجماهير"، "الزواج على الطريقة الحديثة"، "شادر السمك"، "الراقصة والطبال"، و"البيه البواب". كما شارك في العديد من المسلسلات التلفزيونية الناجحة مثل: "ألف ليلة وليلة"، "علي بيه مظهر"، "الزنكلوني"، "كيف تخسر مليون جنيه"، "ساكن قصادي"، و"يوميات ونيس".
وبفضل خفة ظله ولمساته الكوميدية الخاصة، أصبح اسمه علامة بارزة في تاريخ الفن المصري. فالكلمات المميزة التي ما زالت تتردد حتى اليوم مثل "عجبت لك يا زمن" و"يطلع إيه الفلانتيم ده" و"بالصلاتو على النبى"، تعود دائمًا إلى ذاكرة الجمهور مع ذكرى محمد رضا، الذي يوافق اليوم السبت 21 ديسمبر ذكرى ميلاده.
لقد كان محمد رضا ظاهرة فنية تُعبّر عن هموم الشارع المصري بأسلوب بسيط وعفوي، ولم يكن يسعى وراء النجومية التقليدية، بل كان يسعى لأن يكون مرآة صادقة تعكس روح الحارة المصرية وشخصية "المعلم" التي أحبها الجمهور، وُجدت هذه الشخصية لأول مرة في مسرحية "زقاق المدق"، ومنذ ذلك الحين أصبحت جزءًا منه، فتمكن من تجسيد "المعلم" بشكل مميز، ليصبح هذا الدور بمثابة فلسفة حياة بالنسبة له شخصيته كانت قريبة إلى قلب الجمهور، وببساطته وطيبة قلبه وملامحه المصرية الأصيلة، كان يشعرك وكأنك تعرفه جيدًا.
برحيله، فقدت السينما المصرية صوتًا ضاحكًا ووجهًا مألوفًا، لكن إرثه الفني لا يزال حيًا في ذاكرة أجيال من المصريين والعرب فعندما نشاهد محمد رضا على الشاشة، لا نرى مجرد ممثل يؤدي دورًا، بل نرى صورة حقيقية لأنفسنا وللمجتمع المصري بكل تناقضاته
في يوم وفاته، كان يواصل تصوير دوره في المسلسل الشهير "ساكن قصادي" أثناء نهار رمضان، وكان صائمًا. وبعد انتهاء التصوير، عاد إلى منزله ليجده أحد أبنائه يزوره، وعُرض عليه الإفطار برفقته هو ووالدته. وبعد الإفطار، تواصل معه صحفي لإجراء حوار صحفي، وفي أثناء المحادثة، لفظ أنفاسه وسقطت سماعة الهاتف من يده نادى عليه حفيدته عبير، لكنه لم يُجب.
توفي الفنان محمد رضا في 21 من رمضان، الموافق 21 فبراير 1995، تاركًا خلفه إرثًا لا يُنسى في عالم الفن المصري.