باتت جرائم العنف الأسري ظاهرة متكررة تهدد استقرار الأسرة والمجتمع، حيث تزايدت حالات الاعتداءات داخل المنازل، وصولًا إلى القتل في بعض الأحيان. وعلى الرغم من التشريعات التي تحاول الحد من هذه الظاهرة، إلا أن العديد من الضحايا يظلون بلا حماية، ليكون مصيرهم مأساويًا. تشير الإحصاءات إلى أن 21% من النساء المتزوجات أو اللاتي سبق لهن الزواج تعرضن لأشكال من العنف الجسدي والنفسي والجنسي على يد أزواجهن خلال هذا العام . بالإضافة إلى ذلك، تُقدَّر عدد النساء المتزوجات اللاتي يتركن منزل الزوجية نتيجة للعنف على يد الزوج بنحو مليون امرأة سنويًا، مع تكلفة سكن بديل تصل إلى 585 مليون جنيه مصري سنويًا . جريمة الزاويدة.. خلاف بسيط ينتهي بجريمة قتل في واحدة من أبشع جرائم العنف الأسري التي شهدتها محافظة الإسكندرية، أقدم رجل في الثلاثينيات من عمره على قتل زوجته خنقًا داخل منزلهما في منطقة الزاويدة بريف المنتزه، بسبب خلاف نشب بينهما بعد أن رفض الزوج شراء هدية لرأس السنة الجديدة. وبحسب التحقيقات، فقد تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من المتهم نفسه، أقر فيه بجريمته، مشيرًا إلى أن المشادة بينه وبين زوجته تطورت إلى اعتداء جسدي انتهى بقيامه بخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة. فيما أكد شهود العيان، ومن بينهم شقيقة الضحية، أن المتهم كان عاطلًا عن العمل، وكان يعتمد بالكامل على دخل زوجته، التي كانت المعيلة الوحيدة للأسرة، كما أنه اعتاد تعنيفها وتهديدها بالقتل. مقتل آية عادل في الأردن.. انتحار أم جريمة مدبرة؟ وفي حادثة أخرى أثارت جدلًا واسعًا، لقيت السيدة المصرية آية عادل مصرعها في الأردن، بعدما سقطت من شرفة شقتها بالطابق السابع. وعلى الرغم من ادعاء زوجها أنها أقدمت على الانتحار، إلا أن أسرتها رفضت هذه الرواية، متهمة إياه بقتلها عمدًا بعد تعرضها لعنف منزلي متكرر. وأشار تقرير الطب الشرعي إلى أن الضحية كانت تحمل آثار إصابات وكدمات، ما يعزز الشكوك حول تعرضها للعنف قبل سقوطها. كما كشفت التحقيقات عن محاولاتها السابقة لإنهاء العلاقة مع زوجها بسبب تعرضها للضرب والإيذاء المستمر، وهو ما دفع أسرتها للمطالبة بتحقيق شامل في القضية، خاصة بعد ورود شهادات من جيرانها تؤكد أنها كانت تتعرض للتعذيب قبل وفاتها. رجل أعمال يقتل زوجته في التجمع الخامس وفي القاهرة، تنظر محكمة الجنايات أولى جلسات محاكمة رجل أعمال متهم بقتل زوجته مرام أسامة داخل منزلهما في التجمع الخامس، بعد اعتدائه عليها بالضرب والخنق. وكشفت التحقيقات أن المتهم دخل في مشادة كلامية مع زوجته، تطورت إلى اعتداء جسدي عنيف، حيث انهال عليها ضربًا ثم قام بخنقها حتى فقدت الوعي. وعلى الرغم من نقلها إلى المستشفى في محاولة لإنقاذها، إلا أنها فارقت الحياة متأثرة بإصاباتها البالغة. وتتابع المحكمة القضية باهتمام واسع، نظرًا لبشاعة الجريمة التي تسلط الضوء على خطورة العنف الأسري، خاصة عندما يكون الجاني شخصًا يُفترض أن يكون مصدر أمان لزوجته. ظاهرة تحتاج إلى حلول جذرية تؤكد هذه القضايا وغيرها أن العنف الأسري لم يعد مجرد خلافات زوجية، بل تحول في كثير من الأحيان إلى جرائم قتل مروعة. ورغم الجهود المبذولة لمكافحة هذه الظاهرة، إلا أن هناك حاجة ماسة إلى مزيد من التوعية والتشريعات الرادعة التي تضمن حماية الضحايا قبل فوات الأوان.