أكدت ندوة "النمط الغذائي في رمضان وعلاقته بمؤشرات التغذية السليمة" التي نظمها المركز القومي للبحوث، أهمية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك قبل قدومه بأسبوع من خلال تعديل مواعيد الوجبات والنمط الغذائي اليومي لتهيئة الجسم للصوم، إضافة إلى ضرورة التعود على النوم الجيد والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
وأوضحت الدكتورة ماجدة سليمان رئيس قسم التغذية وعلوم الأطعمة ومقرر الندوة، أن هذه الفعالية تعقد سنويا مع قرب حلول شهر رمضان المبارك لتجديد التوعية بالتغذية السليمة لمختلف الفئات العمرية، سواء الأصحاء أو المرضى، وكذلك الفئات ذات النشاط البدني المتنوع وممارسي الرياضة، بهدف تمكينهم من أداء فريضة الصيام دون مشقة أو مشكلات صحية.
وقالت إنه خلال فعاليات الندوة تم تناول التغيرات المختلفة التي تطرأ على الجسم خلال شهر رمضان نتيجة تغير النمط الغذائي وساعات الانقطاع عن الطعام والشراب، مشددة على ضرورة الحفاظ على شرب الماء بالكميات المناسبة خلال فترة الإفطار لتجنب أعراض الجفاف أثناء الصيام، والبدء عند الإفطار بالماء وبعض الفواكه المجففة مع تجنب العصائر المعلبة التي تحتوي على نسب عالية من السكر، والتدرج في تناول وجبة الإفطار باعتدال.
وأشارت إلى أن شهر رمضان يمثل فرصة جيدة لراحة الجهاز الهضمي وتحسين كفاءته، كما أنه وقت مناسب لضبط الوزن والتخلص من الدهون الزائدة، وتنقية الجسم من السموم، وتعزيز حيوية الخلايا، والوقاية من بعض الخلايا السرطانية.
وأضافت أن صيام رمضان يُعد فرصة جيدة لمرضى الكبد الدهني غير الكحولي لضبط الوزن والتخلص من الدهون الزائدة على الكبد، مشيرة إلى أن الصيام بشكل عام يسهم في تقليل أمراض القلب والضغط التي ترتبط بالممارسات الغذائية الخاطئة، مع ضرورة استشارة الطبيب قبل البدء بالصوم لمرضى القلب والضغط لمعرفة مدى إمكانية صيامهم والنظام الغذائي المناسب لهم.
وشددت على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن يشمل تقليل الدهون الضارة، وتناول الدهون الصحية، والحد من السكريات أو استبدالها بالكربوهيدرات المعقدة التي ترفع تركيز السكر في الدم تدريجيًا بعد الإفطار، ويفضل تقسيم الوجبات إلى ثلاث وجبات من الإفطار حتى السحور.
وأوصت بتناول وجبات غذائية متوازنة تحتوي على مصادر لكل من "البريبايوتك" و"البروبيوتك" للحفاظ على نشاط البكتيريا النافعة في الأمعاء أثناء الصيام وبعد الإفطار.
كما أوضحت أن الرياضيين بحاجة إلى نظام غذائي متزن تختلف فيه نسبة البروتينات ومواد الطاقة حسب نوع الرياضة والمجهود المبذول، مع ضرورة ممارسة التمارين الرياضية بعد الإفطار بفترة تتراوح بين 4 و5 ساعات لتجنب أي أضرار، مع التركيز على تناول الخضروات والفواكه الطبيعية وشرب كميات كافية من الماء وتقليل استهلاك الشاي والقهوة.
وأشارت إلى أن الصيام يساعد على تنشيط إفراز بعض الهرمونات التي تعزز قدرة الجسم على تحمل الصوم وتنظيم وظائف الأجهزة المختلفة، كما يزيد من إفراز بعض هرمونات السعادة وهرمونات الغدة الدرقية.
وأكدت أن الصيام يعزز وظائف المخ عبر إفراز مركبات تحافظ على الوعي والإدراك، داعية إلى الاهتمام بالتغذية السليمة وتناول وجبة خفيفة من الشوكولاتة الداكنة والفشار والفواكه المجففة والزبادي بين الإفطار والسحور لدعم الحالة المزاجية وتحسين وظائف المخ.
وعقدت الندوة تحت رعاية الدكتور ممدوح معوض رئيس المركز القومي للبحوث، وإشراف الدكتورة منال رمضان عميد معهد بحوث الصناعات الغذائية والتغذية، والدكتور أحمد عبد السلام وكيل المعهد.
وتضمنت الندوة 8 محاضرات تناولت تأثير الصيام على الجهاز الهضمي والمخ والمزاج وصحة خلايا الجسم المختلفة وكفاءة البكتيريا النافعة في الأمعاء والهرمونات المختلفة، إلى جانب تسليط الضوء على تأثير الصيام على مرضى الكبد الدهني ومرضى القلب.