الأحد 23 فبراير 2025

تحقيقات

عشية الذكرى الثالثة للحرب الروسية على أوكرانيا.. التغيرات السياسية والميدانية تدفع "كييف" نحو الهاوية

  • 23-2-2025 | 20:29

الحرب الروسية الأوكرانية

طباعة
  • محمود غانم

يدخل الصراع الروسي الأوكراني عامه الرابع بوتيرته الدموية التي لم تُعهد منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في ظل تغييرات جذرية على الصعيدين السياسي والميداني تصب في مجملها لصالح "موسكو"، حيث باتت "كييف" أضعف من أي وقت مضى. 

فعلى الصعيد السياسي، حدث تحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه أكبر داعمي أوكرانيا، وذلك بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة في 20 من يناير الماضي، حيث اعتبر أن روسيا ليست المسؤولة عن بدء الحرب، التي ما كان لها أن تستمر كل هذه المدة لو قام الرئيس الأوكراني بدوره الصحيح، بيد أن تراجع عن هذه التصريحات فيما بعد.

أضف إلى ذلك، بدأت بلاده مباحثات مع الجانب الروسي لإنهاء الحرب، دون إشراك أوكرانيا فيها، وهو ما لم تقبل به، مما خلق حربًا كلامية بين الرئيس الأمريكي ونظيره الأوكراني.

وبناءً على هذه المباحثات، أُعلن التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل لجان رفيعة المستوى لإجراء مفاوضات سلام تهدف إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وتعزيز التعاون الاقتصادي.

كما أن الولايات المتحدة رفضت المشاركة في تبني مشروع قرار في الأمم المتحدة يدعم وحدة أراضي "كييف" ويدين "موسكو"، وذلك بمناسبة مرور ثلاث سنوات على بدء الحرب، حسب ما أوردته "رويترز" عن ثلاث مصادر دبلوماسية.

في سياق متصل، تريد "واشنطن" إبرام صفقة مع "كييف" يتم عبرها الوصول إلى الموارد المعدنية الأوكرانية، مقابل ضمانات أمنية أمريكية، حيث إنها تريد من خلال ذلك تعويض الدعم الذي قدمته طوال الحرب.

وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الأوكراني، أن بلاده تقترب من التوصل إلى اتفاق مع "واشنطن" في هذا الشأن، مقابل المساعدة الأمنية.

أما الحلفاء الأوروبيون، فيعملون من جانبهم على صياغة خطة لنشر قوات سلام في أوكرانيا، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، التي أشارت إلى أن هذا يتوقف على إقناع الولايات المتحدة بدفع قوات محدودة لها في أوكرانيا إذا تعرضت للخطر وردع روسيا عن انتهاك أي وقف لإطلاق النار.

وحتى تتوقف الحرب، تطالب روسيا أن تتخلى "أوكرانيا" عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأن تسحب كل قواتها من أربع مناطق أوكرانية تسيطر روسيا على معظم أراضيها.

ميدانيًا، بسطت روسيا سيطرتها على بلدات نادييفكا ونوفوسيلكا ونوفوشيريتوفيت في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا، التي أعلنت موسكو عن ضمها إليها في سبتمبر 2022، إلى جانب لوجانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا، في إجراء اعتبر على صعيد واسع أنه غير قانوني. 

وطوال العام الماضي، نجحت روسيا في التوغل بشكل ملحوظ في الأراضي الأوكرانية، خاصة في مقاطعة "دونيتسك" جنوبي شرق أوكرانيا. 

وإجمالًا، تسيطر روسيا فعليًا على نحو 18 بالمائة من مساحة أوكرانيا البالغة نحو 600 ألف كيلومتر مربع، بحسب ما يشير إليه المسؤولون الأوكرانيون. 

وفي المقابل، تفرض أوكرانيا سيطرتها على أجزاء واسعة من كورسك الروسية، ولا تمانع في تبادلها مع "موسكو" مقابل أراضٍ أوكرانية تسيطر عليها، وهو ما رفضته.

خسائر أوكرانيا في الحرب 

حسب حصيلة نشرته الأمم المتحدة، فإنه حتى الشهر الجاري، تم تأكيد مقتل أكثر من 12.600 مدني وإصابة أكثر من 29 ألف آخرين، من بينهم ما لا يقل عن 2400 طفلًا، وذلك منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير 2022.

وجراء الحرب تضرر أو دُمر أكثر من 10 بالمائة من المساكن في أوكرانيا، مما ترك ما لا يقل عن مليوني أسرة بدون مأوى مناسب، بينما تم استهداف أكثر من 3.600 مدرسة وجامعة، مما أجبر مئات الآلاف من الأطفال على التعلم عن بعد، وفقًا للأمم المتحدة، التي أفادت بأن هناك 12.7 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية.

اقتصاديًا، كشفت دراسة أجراها معهد كييف للاقتصاد بالتعاون مع البنك الوطني والوزارات المعنية، عن أن خسائر البلاد المباشرة بلغت نحو 88 مليار دولار، ولا يأخذ هذا الرقم بعين الاعتبار حجم الضرر الذي لحق بقطاعات البنية التحتية والسكن والخدمات التعليمية والطبية والاجتماعية وغيرها.

أما بالنسبة للخسائر غير المباشرة، فقد تجاوزت التريليون دولار الذي توقعه البرلمان بداية الحرب، إذا بلغت نهاية العام الماضي 1.164 تريليون دولار، منها 170 مليار دولار للبنية التحتية وحدها، وفقًا للمصدر ذاته.

الاكثر قراءة