شهدت أسعار الذهب تراجعًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرة بانخفاض سعر الأوقية في البورصة العالمية، بعد أن سجلت الأخيرة أعلى مستوى تاريخي لها أمس. يأتي هذا التراجع وسط مخاوف متزايدة بشأن تداعيات الحرب التجارية، على خلفية خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية إضافية، وفقًا لتقرير صادر عن منصة «آي صاغة».
ووفقًا للمهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، فقد هبطت أسعار الذهب بنحو 10 جنيهات خلال تعاملات اليوم مقارنة بإغلاق تعاملات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 4155 جنيهًا. كما تراجعت الأوقية عالميًا بقيمة 12 دولارًا، لتسجل 2939 دولارًا.
وسجلت باقي الأعيرة انخفاضًا مماثلًا، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 4749 جنيهًا، بينما سجل عيار 18 نحو 3561 جنيهًا، وعيار 14 عند 2770 جنيهًا، في حين سجل الجنيه الذهب نحو 33240 جنيهًا.
وأوضح تقرير «آي صاغة» أن أسعار الذهب شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات أمس الإثنين، حيث زاد سعر الجرام بنحو 25 جنيهًا، إذ افتتح عيار 21 التعاملات عند 4140 جنيهًا، ولامس 4165 جنيهًا قبل أن يستقر عند هذا المستوى في ختام التعاملات، وعلى المستوى العالمي، ارتفعت الأوقية بقيمة 16 دولارًا، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2956 دولارًا، قبل أن تغلق عند 2951 دولارًا.
مع استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، شهدت الأسواق حالة من الارتباك بعد إعلان إدارة ترامب خططًا جديدة لفرض قيود جمركية إضافية. فقد أثارت هذه الإجراءات مخاوف المستثمرين، مما دفع الأوقية لتحقيق مكاسب قياسية أمس قبل أن تتراجع اليوم.
وتعمل الإدارة الأمريكية على توسيع قيودها على التكنولوجيا الصينية، بما يشمل فرض إجراءات أكثر صرامة على صناعة أشباه الموصلات، مع الضغط على الحلفاء لتقييد صادرات الرقائق الإلكترونية إلى الصين. ووفقًا لتقارير بلومبرج، فإن هذه الخطوة تستهدف إضعاف قدرة الصين على تطوير صناعات تكنولوجية متقدمة، خاصة في مجالي الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا العسكرية.
منذ بداية عام 2025، سجل الذهب ارتفاعًا بنحو 12%، مدفوعًا بعدة عوامل أبرزها السياسات الاقتصادية التي ينتهجها ترامب، فقد فرضت إدارته رسومًا جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية، مع التهديد بفرض رسوم إضافية على منتجات الصلب والألمنيوم اعتبارًا من مارس المقبل، هذه الإجراءات عززت حالة عدم اليقين في الأسواق، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا وسط التقلبات الاقتصادية والسياسية.
وبحسب إمبابي، فإن استمرار ارتفاع أسعار الذهب للأسبوع التاسع على التوالي يرجع إلى عدة عوامل، أبرزها التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، خصوصًا بعد تصريحات ترامب الأخيرة بشأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي واستمرار الغزو الروسي لأوكرانيا.
كما أدى اتجاه البنوك المركزية إلى زيادة مشترياتها من الذهب مع بداية العام إلى تعزيز الطلب على المعدن النفيس، خاصة في ظل السياسة العالمية للحد من الاعتماد على الدولار الأمريكي.
في ظل هذه التطورات، يترقب المستثمرون إصدار مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر يناير يوم الجمعة المقبل، وهو المقياس الرئيسي للتضخم الذي يعتمده الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
كما تنتظر الأسواق بيانات اقتصادية مهمة أخرى هذا الأسبوع، تشمل تقرير مبيعات المنازل الجديدة يوم الأربعاء، إلى جانب تقرير الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، وطلبات السلع المعمرة، وطلبات إعانات البطالة الأسبوعية يوم الخميس.
يبدو أن المشهد الاقتصادي العالمي سيظل غير مستقر في الفترة المقبلة، خاصة مع تزايد التوترات الجيوسياسية والتجارية، وبينما تسعى إدارة ترامب لتعزيز سياستها الاقتصادية من خلال فرض مزيد من القيود الجمركية، يظل الذهب الملاذ الآمن الأول للمستثمرين، مما قد يدفع أسعاره إلى تحقيق مزيد من المكاسب في الفترة القادمة.