الأربعاء 26 فبراير 2025

تحقيقات

بين إرادة ترامب ومخاوف أوروبا.. الحرب الروسية الأوكرانية تقترب من النهاية

  • 26-2-2025 | 13:17

الحرب الروسية الأوكرانية

طباعة
  • أماني محمد

مفاوضات ومباحثات جارية لأطراف مختلفة بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها قد تنتهي خلال أسابيع، بالتزامن مع حلول الذكرى الثالثة للحرب التي اندلعت في 2022، وتجرب المباحثات بين قادة الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأوكرانيا والدول الأوروبية لوقف إطلاق النار وسط حالة من المخاوف والقلق لدى أوروبا من التقارب الروسي الأمريكي.

ترامب: الحرب قد تنتهي خلال أسابيع

وفي تصريحات له مطلع الأسبوع الجاري أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه يعتقد أن الحرب في أوكرانيا قد تنتهي خلال أسابيع، وذلك في لقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في البيت الأبيض، قائلا إن الرئيس الأوكراني فولديمير زيلينسكي قد يتوجه إلى واشنطن هذا الأسبوع أو الأسبوع المقبل لإبرام اتفاق المعادن، الذي وصفه بأنه وشيك للغاية.

وقال ترامب إن "تركيزنا ينصب على التوصل إلى وقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن، وفي نهاية المطاف تحقيق سلام دائم".

قلق في أوروبا

ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إنه يعتقد أن الهدنة في أوكرانيا ممكنة في الأسابيع القليلة المقبلة، مضيفا أن صفقة المعادن بين واشنطن وكييف ستكون واحدة من أفضل السبل لضمان التزام واشنطن.

وأكد ماكرون أن الوقت قد حان لإجراء مفاوضات مع بوتين وأن أوروبا لابد وأن تتحمل مسؤولية أكبر تجاه أوكرانيا، موضحا أن الولايات المتحدة لابد وأن تظل منخرطة في هذه القضية وأن أي سلام لابد وأن يؤسس على ضمانات كافية للسيادة الأوكرانية.

فيما سادت حالة من القلق لدى أوروبا بشأن قرارات ترامب بإجراء محادثات مع روسيا حول إنهاء الحرب في أوكرانيا، وتجاهله لكل من كييف وأوروبا، وعقد قادة دول أوروبية رئيسية، اجتماعا، الأسبوع الماضي، في باريس، لمناقشة "الأمن الأوروبي" والملف الأوكراني، جاء ذلك بحضور رؤساء حكومات ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وبولندا وإسبانيا وهولندا والدنمارك، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يؤكد دعم أوكرانيا ووحدة أراضيها، وهو القرار الذي امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت عليه للمرة الأولى، مما أثار تساؤلات حول تحول محتمل في موقفها من النزاع، وفي المقابل، طرحت واشنطن مشروع قرار منافس يدعو إلى إنهاء النزاع دون الإشارة إلى العدوان الروسي أو وحدة الأراضي الأوكرانية.

اتفاقية الموارد الطبيعية والمعادن بين أمريكا وأوكرانيا

ومن المتوقع أن يسافر الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن العاصمة في الأيام المقبلة، بعد أن وافقت الولايات المتحدة وأوكرانيا على شروط اتفاقية الموارد الطبيعية وإعادة الإعمار، وفقًا لمسؤول أوكراني في تقارير إعلامية، وذلك بعد مفاوضات جارية منذ أيام بشأن صفقة يمكن أن تمنح الولايات المتحدة حق الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا كجزء من مفاوضات أوسع لإنهاء غزو روسيا، فضلاً عن مشاركة الولايات المتحدة في صندوق إعادة الإعمار لأوكرانيا.

ولم تُعرف تفاصيل الاتفاقية بعد، لكن نقطة الخلاف الرئيسية كانت مطلب إدارة ترامب بحصة قدرها 500 مليار دولار من المعادن الأرضية النادرة والمعادن الأخرى في أوكرانيا مقابل المساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة بالفعل لكييف، والتي رفضها زيلينسكي سابقًا.

وقال ترامب في تصريحات صحفية، من المكتب البيضاوي، قبل أيام، إنه "لقد تفاوضنا إلى حد كبير على صفقتنا بشأن المعادن النادرة وأشياء أخرى مختلفة"، مضيفًا "سننظر في الأمن المستقبلي لأوكرانيا لاحقًا".

وعن الموقف الروسي قال ترامب: "لا أعتقد أن هذا سيكون مشكلة، تحدثت مع روسيا حول هذا الأمر. لم يبدو أن لديهم مشكلة في ذلك".

ضمانات أمريكية لحماية أوكرانيا

وتريد أوكرانيا وجود ضمانات أمنية أمريكية، للحماية ضد الغزو الروسي المحتمل في المستقبل، وهو ما أكده القادة الأوروبيون مطالبين بضرورة ضمانات أمنية لأوكرانيا كشرط لأي محادثات سلام مستقبلية بين موسكو وكييف.

في أعقاب اجتماعه مع ترامب، اقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا، ونشر قوات بريطانية وفرنسية للحفاظ على السلام إذا طلب ذلك.

ومن المتوقع أن يزور رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، البيت الأبيض يوم الخميس، وقال في تصريحات له إن الدعم الأمريكي ضروري لأي اتفاق سلام في أوكرانيا، والذي قد يشمل ضمانات أمنية، وتعاون استخباراتي أمريكي، ودعم جوي ونقل ثقيل.

وذكرت تقارير إعلامية أمريكية، نقلاً عن مصدر أوكراني مطلع على المفاوضات، أن بعض التفاصيل الشائكة حول صفقة الموارد سيتم التفاوض عليها في محادثات لاحقة، وأن الرئيسين الأمريكي والأوكراني قد يناقشان الضمانات الأمنية شخصيًا، موضحا أن زيلينسكي لا يمكنه قبول نسخة سابقة من الصفقة لأنها لا تحتوي على التزامات أمريكية بينما كان من المتوقع أن تقدم أوكرانيا كل شيء".

الحرب الروسية الأوكرانية

وانتزعت روسيا نحو 1500 ميل مربع من الأراضي من أوكرانيا العام الماضي، دون الاستيلاء على كامل أراضي المناطق الأوكرانية الأربع التي ضمها الكرملين رسميًا في عام 2022.

ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن روسيا تعاني من خسائر تتراوح بين 1000 إلى 1500 قتيل وجريح يوميًا وفقًا لبعض التقديرات، كذلك يظهر اقتصاد الحرب الروسي ضغوطًا، مع تضخم بنسبة 10٪، وأسعار فائدة مرتفعة للغاية ونمو اقتصادي متعثر، على الرغم من الإنفاق الدفاعي الضخم للدولة.

وأكدت الصحيفة أنه في طريقه إلى المحادثات، يواجه ترامب صعوبة إضافية تتمثل في أن بوتن ليس شخصية شعبية بين الجمهور الأمريكي، موضحة أن أي صفقة ينظر إليها على أنها استرضاء من جانب الكرملين قد يكون من الصعب تسويقها في الداخل، على الرغم من أن الغالبية العظمى من الأمريكيين يفضلون نهاية سريعة للصراع، وهو ما وعد به ترامب أثناء حملته الانتخابية.

وفي العام الماضي، أعرب أكثر من ثمانية من كل عشرة أمريكيين عن وجهة نظر سلبية تجاه روسيا، وقال 88% إنهم لا يثقون في السيد بوتن للقيام بالشيء الصحيح في الشؤون الدولية، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث، ووصف ما يقرب من ثلثي المستجيبين روسيا بأنها عدو للولايات المتحدة.

صعوبات تواجه أوروبا

وفي الداخل الأوروبي تواجه الدول الغربية التي اصطفت ضد بوتن مشاكلها الخاصة في الداخل، حيث واجهت فرنسا وألمانيا اضطرابات سياسية لعدة أشهر وتعانيان من صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة الصديقة للكرملين، والتي تتمتع الآن بدعم المسؤولين الروس والأمريكيين.

في الولايات المتحدة، أمر وزير الدفاع كبار القادة ببدء عملية تحديد التخفيضات الكبرى في الإنفاق العسكري، وقد دفع بعض كبار المسؤولين الجدد في البنتاجون إلى سحب القوات الأمريكية بشكل كبير من أوروبا للتركيز على الصين، بحجة أن الأوروبيين قادرون على التعامل مع دفاعاتهم بأنفسهم، وهو ما سيرحب به الجانب الروسي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة