الإثنين 31 مارس 2025

عرب وعالم

الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أوكسفام" البريطانية: خفض بريطانيا للمساعدات الخارجية خطأ فادح

  • 28-2-2025 | 09:46

بريطانيا

طباعة
  • دار الهلال

انتقدت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أوكسفام" البريطانية حليمة بيجوم، في مقال رأي بصحيفة الجارديان البريطانية، قرار الحكومة البريطانية خفض المساعدات الخارجية، مؤكدة أنه "خطأ فادح"، فالمساعدات الخارجية هي استثمار وليس مجرد نفقات.

وكتبت بيجوم - في مقالها - أنه في ذروة الحرب الباردة، عزز الغرب قوته الناعمة من خلال المساعدات والإنفاق على التنمية.. وتساءلت عمن سيملأ الفراغ إذا تخلى الغرب عن مسؤولياته الآن، مضيفة: "بالطبع، أفهم الحجة القائلة بأن الإنفاق الدفاعي يجب أن يزداد، لكن خفض ميزانية مساعداتنا بشكل أكبر عندما تقوم الحكومات في جميع أنحاء العالم بخفض ميزانياتها أيضا لن يؤدي إلا إلى زيادة الانقسام في عالمنا المنقسم بالفعل. والأكثر من ذلك، فإن خفض المساعدات يرقى إلى خيانة جماعية للأكثر ضعفا وحرمانا من جانب القادة الغربيين".

وأشارت إلى أن الغرب ينظر في كثير من الأحيان إلى المساعدات الخارجية من منظور استعماري ــ المنقذون الغربيون الذين يعطون بسخاء للمحتاجين.. والحقيقة هي أن عددا كبيرا من الأشخاص يطلبون المساعدة الآن بسبب الحروب التي أشعلها الغرب، أو كارثة مناخية أصبحت حتمية بسبب صناعاتنا.

ورأت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أوكسفام" أن قرار رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بخفض المساعدات الدولية جاء عقب ــ وربما مستوحى من ــ التخفيضات المماثلة التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.

وقالت إنه "إذا تخلى الغرب عن مسؤولياته الآن، فسوف يترك فراغا قد يملأه ما تعتبره أمريكا التهديد الأعظم الذي تواجهه حاليا: الصين. فإذا جعلت الصين نفسها ضرورية للمجتمعات التي تكافح من أجل العودة إلى الوقوف على أقدامها، فإنها سوف تجعل نفسها أكثر قوة، اقتصاديا، وكذلك سياسيا وأيديولوجيا".

وأوضحت بيجوم، أن الضحايا المباشرين لقرار ترامب بطبيعة الحال هم أولئك الذين اعتمدوا أكثر من غيرهم على الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وهي واحدة من أكبر وكالات المساعدات الرسمية وأكثرها أهمية في العالم.

ولفتت إلى أن الدول الأكثر تضررا بشكل مباشر ستكون في أماكن مثل السودان واليمن وجمهورية الكونغو الديمقراطية وسوريا وغزة.. ولا يتطلب الأمر قدرا هائلا من الخيال لفهم - بالنظر إلى شكل الحياة الآن في كل هذه المواقع - أن تخفيضات بريطانية بمليارات الجنيهات الإسترلينية ستؤدي إلى فقدان المزيد من الأرواح.

ولفتت الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أوكسفام" إلى أن "الشعبوية تجعل ساستنا يركزون على الأعراض، وليس الأسباب. إن الأهداف السهلة والمرئية، مثل المهاجرين الذين يعبرون القناة، من السهل انتقادها، ولكن لن يتم إيقافها إلا عندما تتم معالجة الأسباب. وتعالج المساعدات الخارجية الأسباب بشكل مباشر من خلال مساعدة الأشخاص على البقاء وحتى الازدهار في مجتمعاتهم، من خلال جعل أجزاء من العالم صالحة للسكن مرة أخرى".

وفي ختام مقالها أكدت بيجوم، أن منظمات مثل أوكسفام ستبذل كل ما في وسعنا لسد الفجوة في ميزانيات المساعدات الدولية للمملكة المتحدة وغيرها من الدول، لكنها لا تستطيع فعل ذلك بمفردها، موضحة أنه رغم احتياج الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى التكيف بسرعة مع الحقائق الجديدة، فإن خفض المساعدات الخارجية ليس هو الحل.

الاكثر قراءة