صدر حديثا كتاب" كل دقة في قلبي" للكاتبة الصحفية نوال مصطفى، يقع في 248 صفحة من القطع المتوسط وعبر 18 فصلا كل منها يحمل في داخلة عددا من التفريعات التي تنتمي لعنوان هذا الفصل، وتنوع الفصول سمح كثيرا بتنوع المتن فأصبح الكتاب عبارة عن سياحة في مفاهيم شتى ورؤى كثيرة.
تنتقل المؤلفة ما بين الرحلات عبر الزمن والمكان فتبدأ من حياة نوال مصطفى وهي صغيرة:" كنت أحلم أن يعطيني الله مالا كثيرا حتى أبني مستشفى للفقراء"، تبدأ الحكاية من هنا، حكاية إنسانية عبر الكثير من الفصول، لكنها ليست فقط حكاية إنسانية بما يروى وإنما أيضًا بما تستشعره في الكلمات حين تصف في جمل بجوار بعضها.
ونوال مصطفى هي مؤسسة جمعية أطفال السجينات، وبالرغم من أن حلمها لم يتحقق في بناء مستشفى يرسم على وجوه المرضى بسمة كاملة لكنها حققت ذلك في الجمعية التي كرمت عنها في مختلف دول العالم، وأيضًا هي من ناضلت لتحقيق مبتغى عظيم وهو محو السابقة الأولى للسجينات حتى لا تصبح وصمة حقيقية في انظار المجتمع لا تطال السجينة نفسها بقدر ما تطال عائلتها أيضًا، وحتى إن أخطأ الفرد فلا يمكن ان نعاقبه بوصمه، فالوصمة أكبر امتدادًا من مدة السجن نفسها..
من هنا يبدأ الكتاب، والذي يحمل في متنه حالة مصرية حول فنانين مصريين مثل عادل إمام ونيللي كريم ومحمد صلاح وإبراهيم عبد المجيد والمؤثرين من المشاهير في الأدب والفن والرياضة، كما تتطرق لشخصيات كانوا وكن مساهمات في صنع النهضة المصرية الحديثة، وتتطرق لشخوص قابلتها كل منهم كان له تأثيره، ليس هذا فقط ولكن تتطرق أيضًا لكتب وأفلام ورحلات وغيرها الكثير مما يجعل الكتاب يشبه حاوية كبيرة حملت من كل بستان زهرة..
الكتاب يناقش العديد من الأمور، لكنه وبرغم اعتماده على الحكايا لكنه يطرح الكثير من الأسئلة على القارئ الذي يظهر كونه شريكا في عملية الكتابة نفسها حين تتوجه نوال مصطفى بالخطاب إليه لقناعتها انه شريك حقيقي في هذه العملية وأنه شريك في عملية الكتابة نفسها..
في النهاية فإن كتاب نوال مصطفى الجديد لا نقول إنه يعتبر الجزء الثاني من كتابها الأول "يا دنيا يا غرامي" بالرغم من انهما يعتمدان هذا العنوان الغنائي وأيضًا بعض المقتطفات، لكن كلاهما يتطرق لمناطق وشخوص وأمور كثيرة لذلك فكل منهما حالة خاصة تحمل الكثير من المعرفة.