الخميس 6 مارس 2025

ثقافة

البرنامج الديني..«في رحاب الصالحين» (30-5)| عون بن عبد الله

  • 5-3-2025 | 12:54

عون بن عبد الله

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

تستقبل بوابة دار الهلال شهر رمضان المبارك لعام 1446 هجرية بروح من الفرح والاحتفاء، مُعبرةً عن تقديرها لهذه الأيام الفضيلة التي تحمل معها أجواءً من الإيمان والسكينة، وفي إطار ومن منطلق تلك المناسبة الكريمة، تُقدّم لجمهورها البرنامج الدرامي الديني «في رحاب الصالحين»، الذي أصبح موعدًا سنويًا ينتظره الكثيرون بشغف لما يحمله من قيم إيمانية ومعانٍ روحانية سامية، ليظل هذا العمل شاهدًا على أصالة الدراما الدينية وتأثيرها العميق في النفوس.

يُركز البرنامج على سرد قصص مجموعة من عباد الله الصالحين الذين بلغوا أعلى مراتب الإيمان، حيث زادهم الله يقينًا وثباتًا بفضل حبهم العميق لله وثقتهم المطلقة في قدرته وحكمته، يعرض البرنامج سير هؤلاء الصالحين كنماذج يُقتدى بها، ليُلهم المستمعين والمشاهدين على حد سواء، ويُعزز لديهم القيم الإيمانية السامية، مستفيدين من علمهم وتجاربهم وخبراتهم الحياتية.

يتميز «في رحاب الصالحين» بأسلوبه الدرامي الفريد الذي يجمع بين التأثير العاطفي والقيم الدينية العميقة، مما جعله يحتل مكانة خاصة في قلوب المتابعين على مدار عقود، فقد انطلق هذا البرنامج لأول مرة عبر أثير الإذاعة المصرية منذ أكثر من 30 عامًا، واستمر في تقديم رسالته النبيلة لجمهور واسع من مختلف الأعمار.

ويقدم البرنامج حسن السيد إبراهيم، الذي أبدع في صياغة النصوص بأسلوب أدبي رفيع، والمخرج عصام لطفي الذي أضفى لمسات إخراجية مميزة أظهرت الجوانب الإنسانية والروحانية في القصص المعروضة، كما تألق في بطولته مجموعة من ألمع نجوم الإذاعة، من بينهم عايدة عبد الجواد وحسن عبد الحميد، الذين أبدعوا في تجسيد الشخصيات بإحساس مرهف وأداء درامي مؤثر.

تعدد صفات عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، الإيمانية، حيث عرف بالزهد ولكن ليس فيه عزله الزهاد، كان من التوابين من غير خطيئة، ومن المرحين ولكن من غير إسفاف، وواقعي ولكن في جانب الحق، ومتواضع ولكن في غير إذلال أو خضوع،  ودائم الذكر لله ولكن في غير نفاق أو رياء.

كان يدعو ربه في جوف الليل وهو يبكي ويقول " ويحي إنما عصيته بنعمته عندي، ويحي من خطيئة ذهبت شهوتها وبقيت تبعتها عندي، ويحي كيف أنسى الموت ولا ينساني، ويحي إن حجبت يوم القيامة عن ربي، ويحي كيف أغفل ولا يغفل عني، أم كيف تهنئني معيشتي واليوم الثقيل ورائي، أم كيف لا تطول حسرتي ولا أدري ما يفعل بي، أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري، أم كيف أهنئ بها وفي غيرها قراري، أم كيف أوثرها وقد أضرت بمن أثرها قبلي، ويحي، أم كيف لا أبادر بعمل الصالحات قبل أن يغلق باب توبتي"، "اللهم اجعل طاعتك همتي وشغلتي، ولا تفضحني بصغائري ولا تخذلني بكثرة فضائحي، اللهم إني تائب إليك فاقبل توبتي مني ولا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي بإيماني ورحمتك وثقتي في مغفرتك وفي عدالتي عندك، يا الله".

فكانت هذه  الكلمات والابتهالات تمس قلوب من يرددها ومن يسمعها، فكان رجل صالح، يثق بالله تعالى برحمته وبمغفرته.

الاكثر قراءة