تعد أغنية أهو جه يا ولاد واحدة من أبرز المقطوعات الرمضانية التي استطاعت عبر العقود أن تنشر البهجة في النفوس، بتحفيزها على الاحتفاء بقدوم شهر رمضان الكريم. الأجواء المبهجة التي تصاحب هذه الأغنية، والأنغام الحماسية التي غنتها فرقة الثلاثي المرح، تعكس فرحة لا محدودة وترتبط بذهن المستمع ارتباطًا وثيقًا بهذا الشهر الفضيل.
قد لا يعرف الكثيرون ملامح صاحبات تلك الأصوات أو حتى أسماؤهن، ولكن ما يدركه الجميع هو أن هذه الأغنية تمثل جزءًا لا يتجزأ من طقوس رمضان.
وكشف المؤرخ الراحل وجدي الحكيم في تصريحات سابقة له، كواليس ولادة أغنية "أهو جه يا ولاد" ومسيرتها نحو النجاح.
وأوضح الحكيم أن الأغنية بُثّت لأول مرة عام 1959 بعد مرورها بعدة مراحل، بدءًا من كتابة النصوص.،الأغنية من كلمات الشاعرة نبيلة قنديل، زوجة الملحن علي إسماعيل، وجرى عرضها على لجنة النصوص بالإذاعة التي ضمت شعراء كبار مثل أحمد رامي، وبعد الموافقة على النص تولى الموسيقار محمد حسن الشجاعي اختيار الملحن والمطربين.
واكد أنه وكل تلحين الأغنية إلى علي إسماعيل الذي قرر أن يغنيها مجموعة بدلاً من مطرب واحد، ووقع الاختيار على الثلاثي المرح لتقديمها، حيث استغرق تسجيل الأغنية نحو ساعتين، وتلقى الملحن أجرًا قدره 20 جنيهًا بينما حصل أعضاء الفرقة على 140 جنيهًا مقابل أدائهم. ئحققت الأغنية نجاحًا كبيرًا دفع الفرقة إلى تقديم المزيد من الأغاني الرمضانية مثل "افرحوا يا ولاد" و"سبحة رمضان".
تميزت فرقة الثلاثي المرح بأسلوب مختلف وأصبحت فقرة ثابتة في بداية معظم الحفلات الكبرى، كما سافرن لإحياء حفلات في الدول العربية وغنين أمام الرئيس جمال عبد الناصر. لكن مسيرة الفرقة استمرت سبع سنوات فقط؛ إذ توقفت بعدما تزوجت سهام من الملحن أحمد فؤاد حسن واعتزلت، وأخفقت محاولات استبدالها، ومع زواج سناء وصفاء توقفت الفرقة نهائيًا، وفشلت الفرق الأخرى مثل ثلاثي النغم وثلاثي الطرب في تحقيق نفس النجاح الساحق.